المفاوضات المباشرة بدأت يوم الأربعاء في واشنطن برعاية أوباما، أفتتحتها وزير الخارجية كلينتون، ثم توالى على الكلام بنيامين نتينياهو بكلمة ذكّر العرب فيها بأنهم أولاد جدّ واحد: "جدنا إبراهيم حين واتته المنية أجتمع حوله ابناه اسحق واسماعيل ليدفنوه في الخليل " يريد القول إننا انحدرنا من جدّ واحد في المنطقة، وإن أمن إسرائيل تعتبر أولوية.
وردّ محمود عباس بأن إيقاف المستوطنات هي المهم بالنسبة للفلسطينيين، وباشر الطرفان جولة من المفاوضات استمرت ثلاث ساعات أعتبرها جورج ميتشيل، المندوب الأمريكي للمنطقة، بأنها بناءة!
باستثناء إيران، لا يوجد من يعارض السلام، لأن فلسطين هي الذريعة الكبرى لمليشاتها (حزب الله) التي أصبحت تقاتل اللبنانيين وتصلي بالنار بيوتهم ودكاكينهم وجوامعهم، وفلسطين التي ملّ شعبها من حكاية "النضال" يرغب في السلام لكي يعمل ويعيش مثل بقية البشر، فينتهي فصل مريع قوامه ستون عاماً، أمضاها في حمل كل راية لطامع يريد الزعامة من داخل المنطقة، أو يسعى للتسلل إليها من خارجها، أما شعوب الدول العربية فقد تخلت، بعد أن اكتشفت أن فلسطين هي لعبة يتعارك حولها العرب والأجانب، من أن تكون ضحية أبدية لهذه المعادلة الكريهة، التي أريد لها أن لا تنتهي، ودفعت المجتمعات العربية ثمناً باهضاً لفلسطين، من دون أن يستفيد الفلسطينيون شيئاً!
إذن، على نتينياهو، الذي وصف باليميني المتشدد، وليس غير المتشددين في إسرائيل من يوقعون على عمليات السلام، عليه أن يعرف ويتصرف على أساس أن المستوطنات، إذا حُفظ الأمن، ليست سوى بناء يمكن هدمه من أجل السلام، وأن الفلسطينيين الذين ظهروا وهم منَقبون ليرفضوا السلام، إنما ينطقون باسم حكومات أخرى لا تريد للاستقرار أن يعم فلسطين لتواصل تدخلها السمج من مسافات بعيدة.
أما عباس، فعليه أن لا يعود إلى التاريخ لضمان حقوق الفلسطينيين، لأن التاريخ لصالح إسرائيل في النهاية، وما كلام نتينياهو إلا لتذكير العرب بأن اليهود والعرب أبناء منطقة واحدة، وأن القصة تقول بأن إسماعيل ذهب إلى الجزيرة العربية بعد الدفن، بينما أسس أبناء اسحق دولتين لليهود (يهودا والسامرة) قبل ولادة المسيح، ولعل أسماء المدن والقرى العبرية شاهد قوي على وجودهم، وليس كما يدعي الخياليون عرب الحاضر، بأن اليهود جاءوا إلى فلسطين من الخارج ليحتلوا أرض العرب، بل العكس هو الصحيح، وحتى كلمة فلطسين وفلسطينيين لا تنطبق على العرب الذين دخلوا إثر الغزو الإسلامي، بل تعود إلى أكثر من ذلك.
وتشير كلمة فلسطين إلى قوم جاءوا من جزيرة كريت اليونانية وأقاموا بضع آلاف من السنين جنوب صور حتى الزاوية السفلى لشرق البحر المتوسط، ثم انقرضوا كما انقرضت بلايين الأحياء من البشر والحيوانات والحشرات والنباتات لأسباب جينية لم تكن معروفة في ذلك الزمان، وكان الإمبراطور الروماني أدريان هو الذي أطلق على تلك الأرض أسم فلسطين (1) وغالبية العرب لا يعرفون أصل هذه الكلمة "فلسطين" لأنها غير موجودة في القرأن ولا في المعاجم اللغوية.
إن الرجلين، محمود عباس ونتينياهو، وهما صادقان في نواياهما وقلقهما حول أمن إسرائيل وحقوق عرب فلسطين، يمكنهما تحقيق السلام العميق، الذي ساد البلد في أواخر القرن الثامن عشر، حين كانت الإمبراطورية العثمانية في حالة يرثى لها من التفكك، بينما كان العرب واليهود يختلطون ويعملون ويتقاسمون نفس المصير في أرض فلسطين، بعيداً عن أنظار العالم وأنفاس الطامعين الكريهة، التي غذت الكراهية والأحقاد بين الشعبين، وقدمت لهم أوهاماً عن أرضين ودولتين في بقعة صغيرة واحدة، لا تستند الى الواقع، ويفندها التاريخ، إلا أنها نجحت في زرع شرخ كبير بينهما.
تلك هي الحصانة الفعلية لأمن إسرائيل من المنَقبين العرب، وحفظ الحقوق للعرب من أصحاب الجدائل اليهود، وكل منهما يعيش في دوامة من الأوهام الخاصة بكل واحد منهما!
إنظر: www.arifalwan.com/article20.htm
وردّ محمود عباس بأن إيقاف المستوطنات هي المهم بالنسبة للفلسطينيين، وباشر الطرفان جولة من المفاوضات استمرت ثلاث ساعات أعتبرها جورج ميتشيل، المندوب الأمريكي للمنطقة، بأنها بناءة!
باستثناء إيران، لا يوجد من يعارض السلام، لأن فلسطين هي الذريعة الكبرى لمليشاتها (حزب الله) التي أصبحت تقاتل اللبنانيين وتصلي بالنار بيوتهم ودكاكينهم وجوامعهم، وفلسطين التي ملّ شعبها من حكاية "النضال" يرغب في السلام لكي يعمل ويعيش مثل بقية البشر، فينتهي فصل مريع قوامه ستون عاماً، أمضاها في حمل كل راية لطامع يريد الزعامة من داخل المنطقة، أو يسعى للتسلل إليها من خارجها، أما شعوب الدول العربية فقد تخلت، بعد أن اكتشفت أن فلسطين هي لعبة يتعارك حولها العرب والأجانب، من أن تكون ضحية أبدية لهذه المعادلة الكريهة، التي أريد لها أن لا تنتهي، ودفعت المجتمعات العربية ثمناً باهضاً لفلسطين، من دون أن يستفيد الفلسطينيون شيئاً!
إذن، على نتينياهو، الذي وصف باليميني المتشدد، وليس غير المتشددين في إسرائيل من يوقعون على عمليات السلام، عليه أن يعرف ويتصرف على أساس أن المستوطنات، إذا حُفظ الأمن، ليست سوى بناء يمكن هدمه من أجل السلام، وأن الفلسطينيين الذين ظهروا وهم منَقبون ليرفضوا السلام، إنما ينطقون باسم حكومات أخرى لا تريد للاستقرار أن يعم فلسطين لتواصل تدخلها السمج من مسافات بعيدة.
أما عباس، فعليه أن لا يعود إلى التاريخ لضمان حقوق الفلسطينيين، لأن التاريخ لصالح إسرائيل في النهاية، وما كلام نتينياهو إلا لتذكير العرب بأن اليهود والعرب أبناء منطقة واحدة، وأن القصة تقول بأن إسماعيل ذهب إلى الجزيرة العربية بعد الدفن، بينما أسس أبناء اسحق دولتين لليهود (يهودا والسامرة) قبل ولادة المسيح، ولعل أسماء المدن والقرى العبرية شاهد قوي على وجودهم، وليس كما يدعي الخياليون عرب الحاضر، بأن اليهود جاءوا إلى فلسطين من الخارج ليحتلوا أرض العرب، بل العكس هو الصحيح، وحتى كلمة فلطسين وفلسطينيين لا تنطبق على العرب الذين دخلوا إثر الغزو الإسلامي، بل تعود إلى أكثر من ذلك.
وتشير كلمة فلسطين إلى قوم جاءوا من جزيرة كريت اليونانية وأقاموا بضع آلاف من السنين جنوب صور حتى الزاوية السفلى لشرق البحر المتوسط، ثم انقرضوا كما انقرضت بلايين الأحياء من البشر والحيوانات والحشرات والنباتات لأسباب جينية لم تكن معروفة في ذلك الزمان، وكان الإمبراطور الروماني أدريان هو الذي أطلق على تلك الأرض أسم فلسطين (1) وغالبية العرب لا يعرفون أصل هذه الكلمة "فلسطين" لأنها غير موجودة في القرأن ولا في المعاجم اللغوية.
إن الرجلين، محمود عباس ونتينياهو، وهما صادقان في نواياهما وقلقهما حول أمن إسرائيل وحقوق عرب فلسطين، يمكنهما تحقيق السلام العميق، الذي ساد البلد في أواخر القرن الثامن عشر، حين كانت الإمبراطورية العثمانية في حالة يرثى لها من التفكك، بينما كان العرب واليهود يختلطون ويعملون ويتقاسمون نفس المصير في أرض فلسطين، بعيداً عن أنظار العالم وأنفاس الطامعين الكريهة، التي غذت الكراهية والأحقاد بين الشعبين، وقدمت لهم أوهاماً عن أرضين ودولتين في بقعة صغيرة واحدة، لا تستند الى الواقع، ويفندها التاريخ، إلا أنها نجحت في زرع شرخ كبير بينهما.
تلك هي الحصانة الفعلية لأمن إسرائيل من المنَقبين العرب، وحفظ الحقوق للعرب من أصحاب الجدائل اليهود، وكل منهما يعيش في دوامة من الأوهام الخاصة بكل واحد منهما!
إنظر: www.arifalwan.com/article20.htm
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق