الثلاثاء، 31 أغسطس 2010

هارت، وتقديم النصوص مجاناً على الإنترنت


مايكل هارت مبرمج أمريكي، بدأ حياته مع ظهور الكومبيوتر حين كانت طاقاته محدودة بالنسبة للتحميل والتخزين، أتته فكرة تقديم النصوص المكتوبة مجاناً للقراء، فبدأ مشواره الرائع بمساعدة عدد من زملائه ممن يجيدون تنضيد المواد، ثم ضمها إلى مكتبة إلكترونية أطلق عليها اسم كوتمبرغ، مخترع الطباعة، حتى أصبحت لديه مجموعة بدأت متواضعة، وأصبحت الآن تحتوي 33 ألف نص، معروضة للقراءة، أو الاستماع، أو التحميل والاحتفاظ بالنص.
هذه الخطوة الرفيعة في أغراضها، التي لا يجني منها صاحبها أي أرباح، تضع تحت تصرف القراء كم محترم من أقدم النصوص وأحدثها، حيث يملك حرية الدخول والتحميل على الجهاز الشخصي الإلكتروني والعودة إليها متى يشاء.
هارت أراد إشاعة توزيع الكتب مجاناً بين القراء، يتجمع حوله الآن عدد كبير من المتطوعين لاختيار النصوص التي مضى على وفاة كاتبها 28 سنة، وتنضيدها وتقديمها لمكتبة كوتمبرغ الإلكترونية، أو قراءة النصوص الموجودة بأصواتهم، لتصبح في عداد النصوص المتوفرة. ويدخل للمكتبة أعداد أكبر، أغلبهم من الأكاديميين والنقاد ومحبي الأدب والمطالعة بشكل عام، ليحمّلوا منا ما يشبع اختصاصاهم.
ويدعو هارت الجميع إلى تزويده بالنصوص لضمها إلى المكتبة، أو تسجيل نصوص موجوده بصوتهم، وخلال عشر سنوات أخرى سوف تكبر المكتبة، وهي بالمناسبة تتضمن النصوص باللغات الأخرى مع الإنكليزية، في خطوة رائعة لجمع التراث العلمي والفني والأدبي وكل أنواع الكتابة.
يدعو هارت أيضاً المؤلفين الأحياء، ممن يؤيدون فكرته، لضم نصوصهم إلى المكتبة.
وبعد عشرين سنة، ولن نستبق الزمن فندعو إلى موت الطباعة على الورق في المنطقة العربية، سوف يتطوع عدد من المؤلفين العرب لضم نصوصهم بالنسبة للإبداع الجيد إلى مكتبة كوتمبرغ المجانية، على الأقل ليحتلوا مكاناً بين اللغات في تعميم الثقافة عملياً، وليس في تنضيد أحلام التعميم بعضها فوق بعض، من دون التقدم خطوة واحدة في هذا المجال، ثم وضع اللوم على الآخر للتغطية على العجز!

ليست هناك تعليقات: