مشكلة مصر الحقيقية لا تكمن في ارتفاع الأسعار، ولا البطالة المتفشية، ولا حتى فيما يشاع عن التوريث، إنما فيما يسمى بالإخوان.
هذا الحزب السياسي الذي يعمل باسم الدين، ويرفع القرآن في مسيراته، ويعتبر الأقباط أهل ذمة لا تحق لهم المناصب السيادية، هو المشكلة الحقيقية التي تهدد مستقبل مصر، وقبل ذلك حاضرها السياسي!
يعمل الإخوان تحت ذريعة "جمعية خيرية" لكنهم يملكون المليارات من الجنيهات، ويدخلون عمليات ضخمة لغسيل الأموال، ولهم فروع في كل مدينة، وقرية، وللفروع فروع أخرى في كل حيّ من المدن، وقد ضيعت السلطة كل الفرص للقضاء عليهم، وهي تخشاهم الآن، رغم أنهم يسببون صداعاً مستديماً، لأنهم يقتحمون السياسة علناً، وأصبحوا مثل العلق في الجسد المصري، يتدخلون في حياة المصريين، ويمنعون بعض الأعياد، ويصدرون الفتاوى على الكتب والقنوات الفضائية، ويقررون من يصلح ومن لا يصلح من النشاطات الثقافية، ويخرجون في مظاهرات يبرزون فيها (الطرات) على جباههم ليقولوا إن سيمائنا على وجوهنا من أثر السجود، ولا يخجلون أن العالم يبدع الاختراعات المفيدة للبشرية في مجال الطب والميكانيك والفلك، بينما يعكفون مع جزء من المجتمع المصري في حفظ القرآن وتفسيراته، ليبتعدوا به قدر الإمكان عن العصر الذي يعيشون فيه!
أمس الأول هاجم المرشد العام للإخوان، محمد بديع، السلطة الفلسطينية، وقال إنها توشك أن تلفظ أنفاسها الأخيرة على طاولة المفاوضات!
قال أيضاً إن الشعب الفلسطيني يتأهب لانتفاضة ثالثة، ونراه يغلي كالمرجل في الضفة وغزة وضد الصهاينة ومن يدعمونهم!
هذا تصريح سياسي يعبر عن موقف سياسي، وليس جزء من نشاط جمعية خيرية توزع الإحسان على المحتاجين في مصر، وسوف نمسك بهذا التوجه إلى نهايته، ونترك الباقي!
فإخوان مصر، أو بالأحرى أصحاب المليارات في قياداتهم، يعملون على تعزيز حكومة حماس التي شقت الشعب الفلسطيني، وأضعفت محمود عباس، أو أي زعيم آخر، في المفاوضات، لأن حجج إسرائيل أمنية، ورغم الصواريخ البسيطة التي تُطلق على الصحراء بين فترة وأخرى، فهي تعتبر الحكومة الحالية في غزة عقبة كبيرة تظل تهدد إسرائيل وأمنها، ولا تأثير أو سيطرة للسلطة عليها، وبالتالي فإن انتفاضة ثالثة، وهو ما تعمل له حماس والإخوان في مصر، وقيام سلطة دينية في الضفة الغربية إضافة إلى غزة، يعني عدم قيام دولة فلسطينية إلى مائة عام أخرى، وهذا ما يريده الإخوان في مصر!
لكن لماذا يؤيد الإخوان هذا الافتراض ويسعون إليه؟!
منذ تأسيسها عام 1928 على يد حسن البنا، يهيمن على عقول الإخوان ما يمكن أن نطلق عليه بالوعي السياسي المفكك، فهم في حالة وسط بين الدين، وجميعهم مصلّون منافقون لم يدرس أي منهم الشريعة، وبين السياسة التي كلما اقتربوا منها تصرفوا بخفة وطيش كثيراً ما جرتهما إلى أخطاء مهلكة!
ولعل تخرج قيادات القاعدة من بين صفوفهم، وقبلهم الجهاديين الذي قاموا بعمليات القتل والتفجيرات داخل مصر، هو دليل تشرذم يبشر بالعنف سراً، والسلم الأهلي علناً، لن ينتج لمصر غير الاضطرابات العنيفة التي عانت منها على مدى ثمانين عاماً.
كانت بدايات الإخوان سيئة منذ همست بريطانيا بأذن حسن البنا لتكوين جماعة دينية لكن على غرار "البوكسر" في الصين، تدافع عن مصر من تأثير الضباط والسياسيين الذين يريدون لها الابتعاد عن سياسات لندن، بيدَ أن حلم البنا آنذاك كان إنقاذ الخلافة الإسلامية، التي تفككت وانتهت تحت أنظار الجميع.
وإذا كان حسن البنا يكيد للملك الذي انشقت عائلته عن العثمانيين وأسست دولة مستقلة، فإن قيادات الإخوان ظلت تكيد لشبح الملك في القصر الجمهوري حتى هذه اللحظة!
لذلك، دخل الإخوان الآن في لعبة إقليمية أكبر من عقولهم التي تمتاز بالخفة، ما إن فاز الحزب الإسلامي في تركيا.
لقد اقنعت اسطنبول إيران بأنها على استعداد للانسلاخ عن حلف الأطلسي، مقابل توحيد المسلمين حول كيان "خلافي" يذوب في ظله التناحر الطائفي بين السنة والشيعة، ويكون الانطلاق للسيطرة على الكيانات الإسلامية الأصغر، ثم العالم مع الزمن!
هذا الحلم الخرافي، الذي لن ندخل في تفاصيله الآن، هلل له الإخوان، ولم يكونوا يوماً بعيداً عن التشاور مع الأتراك حوله، لذلك فإن الوضع المتفجر في لبنان وتهديد حزب الله بالانقلاب على الحكومة، والتوتر الطائفي في البحرين، وإحكام السيطرة الإيرانية على العراق، لم تجذب انتباه الإخوان إلى التوسع الإيراني في المنطقة، بل أنهم راضون عنه ومباركون له، ما دامت طهران تزود إمارتهم الإسلامية في غزة بالسلاح والمال، وتدعو لانتفاضة شعبية تطيح بالسلطة الفلسطينية، وهم يرددون نفس الشعارات الإيرانية، وينخرطون فيها من دون أن يفهموا عواقب ذلك!
هذا الحزب السياسي الذي يعمل باسم الدين، ويرفع القرآن في مسيراته، ويعتبر الأقباط أهل ذمة لا تحق لهم المناصب السيادية، هو المشكلة الحقيقية التي تهدد مستقبل مصر، وقبل ذلك حاضرها السياسي!
يعمل الإخوان تحت ذريعة "جمعية خيرية" لكنهم يملكون المليارات من الجنيهات، ويدخلون عمليات ضخمة لغسيل الأموال، ولهم فروع في كل مدينة، وقرية، وللفروع فروع أخرى في كل حيّ من المدن، وقد ضيعت السلطة كل الفرص للقضاء عليهم، وهي تخشاهم الآن، رغم أنهم يسببون صداعاً مستديماً، لأنهم يقتحمون السياسة علناً، وأصبحوا مثل العلق في الجسد المصري، يتدخلون في حياة المصريين، ويمنعون بعض الأعياد، ويصدرون الفتاوى على الكتب والقنوات الفضائية، ويقررون من يصلح ومن لا يصلح من النشاطات الثقافية، ويخرجون في مظاهرات يبرزون فيها (الطرات) على جباههم ليقولوا إن سيمائنا على وجوهنا من أثر السجود، ولا يخجلون أن العالم يبدع الاختراعات المفيدة للبشرية في مجال الطب والميكانيك والفلك، بينما يعكفون مع جزء من المجتمع المصري في حفظ القرآن وتفسيراته، ليبتعدوا به قدر الإمكان عن العصر الذي يعيشون فيه!
أمس الأول هاجم المرشد العام للإخوان، محمد بديع، السلطة الفلسطينية، وقال إنها توشك أن تلفظ أنفاسها الأخيرة على طاولة المفاوضات!
قال أيضاً إن الشعب الفلسطيني يتأهب لانتفاضة ثالثة، ونراه يغلي كالمرجل في الضفة وغزة وضد الصهاينة ومن يدعمونهم!
هذا تصريح سياسي يعبر عن موقف سياسي، وليس جزء من نشاط جمعية خيرية توزع الإحسان على المحتاجين في مصر، وسوف نمسك بهذا التوجه إلى نهايته، ونترك الباقي!
فإخوان مصر، أو بالأحرى أصحاب المليارات في قياداتهم، يعملون على تعزيز حكومة حماس التي شقت الشعب الفلسطيني، وأضعفت محمود عباس، أو أي زعيم آخر، في المفاوضات، لأن حجج إسرائيل أمنية، ورغم الصواريخ البسيطة التي تُطلق على الصحراء بين فترة وأخرى، فهي تعتبر الحكومة الحالية في غزة عقبة كبيرة تظل تهدد إسرائيل وأمنها، ولا تأثير أو سيطرة للسلطة عليها، وبالتالي فإن انتفاضة ثالثة، وهو ما تعمل له حماس والإخوان في مصر، وقيام سلطة دينية في الضفة الغربية إضافة إلى غزة، يعني عدم قيام دولة فلسطينية إلى مائة عام أخرى، وهذا ما يريده الإخوان في مصر!
لكن لماذا يؤيد الإخوان هذا الافتراض ويسعون إليه؟!
منذ تأسيسها عام 1928 على يد حسن البنا، يهيمن على عقول الإخوان ما يمكن أن نطلق عليه بالوعي السياسي المفكك، فهم في حالة وسط بين الدين، وجميعهم مصلّون منافقون لم يدرس أي منهم الشريعة، وبين السياسة التي كلما اقتربوا منها تصرفوا بخفة وطيش كثيراً ما جرتهما إلى أخطاء مهلكة!
ولعل تخرج قيادات القاعدة من بين صفوفهم، وقبلهم الجهاديين الذي قاموا بعمليات القتل والتفجيرات داخل مصر، هو دليل تشرذم يبشر بالعنف سراً، والسلم الأهلي علناً، لن ينتج لمصر غير الاضطرابات العنيفة التي عانت منها على مدى ثمانين عاماً.
كانت بدايات الإخوان سيئة منذ همست بريطانيا بأذن حسن البنا لتكوين جماعة دينية لكن على غرار "البوكسر" في الصين، تدافع عن مصر من تأثير الضباط والسياسيين الذين يريدون لها الابتعاد عن سياسات لندن، بيدَ أن حلم البنا آنذاك كان إنقاذ الخلافة الإسلامية، التي تفككت وانتهت تحت أنظار الجميع.
وإذا كان حسن البنا يكيد للملك الذي انشقت عائلته عن العثمانيين وأسست دولة مستقلة، فإن قيادات الإخوان ظلت تكيد لشبح الملك في القصر الجمهوري حتى هذه اللحظة!
لذلك، دخل الإخوان الآن في لعبة إقليمية أكبر من عقولهم التي تمتاز بالخفة، ما إن فاز الحزب الإسلامي في تركيا.
لقد اقنعت اسطنبول إيران بأنها على استعداد للانسلاخ عن حلف الأطلسي، مقابل توحيد المسلمين حول كيان "خلافي" يذوب في ظله التناحر الطائفي بين السنة والشيعة، ويكون الانطلاق للسيطرة على الكيانات الإسلامية الأصغر، ثم العالم مع الزمن!
هذا الحلم الخرافي، الذي لن ندخل في تفاصيله الآن، هلل له الإخوان، ولم يكونوا يوماً بعيداً عن التشاور مع الأتراك حوله، لذلك فإن الوضع المتفجر في لبنان وتهديد حزب الله بالانقلاب على الحكومة، والتوتر الطائفي في البحرين، وإحكام السيطرة الإيرانية على العراق، لم تجذب انتباه الإخوان إلى التوسع الإيراني في المنطقة، بل أنهم راضون عنه ومباركون له، ما دامت طهران تزود إمارتهم الإسلامية في غزة بالسلاح والمال، وتدعو لانتفاضة شعبية تطيح بالسلطة الفلسطينية، وهم يرددون نفس الشعارات الإيرانية، وينخرطون فيها من دون أن يفهموا عواقب ذلك!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق