أطوف بأنظاري على المنطقة، من المحيط إلى الخليج كما يقال، فلا أرَ من يهتم بقضايا الضمير العالمي!
صحيح أن بعض الدول فيها بدأ يهتم بقضايا الضمير، لكنها تبقى محلية، أي مقتصرة على عذاب الإنسان في نفس البلد، بيدَ أنها لا تتجاوز إلى البلد المجاور، وهذا بسبب الحصار المفروض عليها!
جورج كلوني ممثل أمريكي منخرط في قضايا الضمير في كل مكان من العالم، وهو ليس الأول في هذا المجال، إذ عرف عن مغنين كبار في أمريكا وأوربا انخرطوا في مشاكل الإنسان في العالم، الفقر، الحروب، المجاعات، والمجازر، رفعوا أصواتهم عالياً ضد مساوئ الظلم، وعمليات الإبادة، وكان مارلون براندو أبرز من احتج في أمريكا ضد اضطهاد الهنود الحمر، ورفض الخدمة في الجيش أثناء حرب فيتنام، وطالب بالحقوق المدنية للسود.
كان بارعاً ليس بتمثيله فقط، إنما بمساندته الفذة لقضايا الضمير!
الممثلات أيضاً، مثل جين فوندا، وماي فارو، وأودي هيبورن، رفعن أصواتهن ضد مجازر الإبادة، وقمن بزيارة الأماكن التي حدثت فيها، وحملت هيبورن في أحضانها الأطفال الضحايا، لتنبه العالم أن الشر ليس له مكان واحد في عالمنا، وهو في الدول المتخلفة أكثر من غيرها، ويحصد الملايين.
هل سمعتم يوماً عن ممثل أو ممثلة عربية وقفوا ضد الإبادة؟
اعذروني إذا كنت وضعت عمر البشير إلى جانب جورج كلوني في العنوان، فالفرق شاسع بينهما، إنه مثل الفرق بين الثور الهائج والوجه الإنساني الهادئ، الذي يراقب الهياج الحيواني ويريد منعه عن المزيد من النطح والتدمير!
عمر البشير، الذي استولى على السلطة عام 1989 بانقلاب عسكري، قضى شبابه في صفوف الإخوان المسلمين فرع السودان، ومنهم تلقن البطش بالمسيحيين والمسلمين والأثنيين حين يعارضون حكمه، أو يخالفون أوامره!
البشير صورة أصولية يخالجها الشعور بأن الله يساندها في الخطأ، فلا تعترف أو تتراجع عنه!
وهذا سبب الفشل الذريع الذي يصادفه الأخوان المسلمون حين يستلمون السلطة، فيجدون أنفسهم أمام طريق مسدود، لكنهم يتابعونه لأنهم لا يعرفون غيره، كما حدث في السودان وغزة!
وهم يتعلمون منذ الصغر، والقرآن على يمينهم، الحقد ضد المسيحيين واليهود، وعلى المسلمين ممن لا ينتمون إليهم، ويشبون، ضمن منهج أحادي التشخيص، وهو الرغبة الجامحة في إفنائهم بكل السبل، لتصورهم الآخرين شبح يقف بوجههم!
ولا يكاد عمر البشير أن يخرج عن هذه الأيديولوجية التدميرية المغلقة في تعامله مع مشاكل السودان! وهي التي حفزته على تسليح قبائل الجنجويد، وبمساعدة الجيش البري والطيران، على ذبح سكان دارفور وحرق قراهم المتهاوية وتشريدهم عبر الحدود!
وإذا كانت أعمال دارفور قد أدت إلى إصدار حكم الإبادة ضد البشير، فإن الحرب ضد سكان الجنوب سينتج الدماء الغزيرة، ويقود البلد إلى الخراب، وينتهي بالانفصال!
لقد ادعى البشير أنه يرحب بالاستفتاء في الجنوب، لكن لهجة الحرب بدأت تتصاعد ضد الانفصال، والبشير يسمي الاستفتاء بـ "حماية الوحدة" وهو لم يعمل أي شيء لحماية الوحدة!
يقول جورج كلوني، الذي زار الجنوب واطلع على الأحوال هناك: إنه يعرب عن أمله في أن يرى مزيداً من الالتزام من الدول العربية تجاه القضايا التي يواجهها السودان!
وهذا غير وارد، لأن الدول العربية لا تتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأعضاء، حتى إذا أدت لدمارها، وإن رئيس الجامعة العربية السيد عامر موسى يتستر على أخطاء البشير وجرائمه وأكاذيبه، ويعيق قرار المحكمة الدولية الداعي إلى محاكمته بتهمة ارتكاب مجازر إبادة جماعية، ثم، لم يحدث طوال حكم البشير أن ارتفع صوت للضمير من العرب يقول له كفى ما تفعل بالسودان!
صحيح أن بعض الدول فيها بدأ يهتم بقضايا الضمير، لكنها تبقى محلية، أي مقتصرة على عذاب الإنسان في نفس البلد، بيدَ أنها لا تتجاوز إلى البلد المجاور، وهذا بسبب الحصار المفروض عليها!
جورج كلوني ممثل أمريكي منخرط في قضايا الضمير في كل مكان من العالم، وهو ليس الأول في هذا المجال، إذ عرف عن مغنين كبار في أمريكا وأوربا انخرطوا في مشاكل الإنسان في العالم، الفقر، الحروب، المجاعات، والمجازر، رفعوا أصواتهم عالياً ضد مساوئ الظلم، وعمليات الإبادة، وكان مارلون براندو أبرز من احتج في أمريكا ضد اضطهاد الهنود الحمر، ورفض الخدمة في الجيش أثناء حرب فيتنام، وطالب بالحقوق المدنية للسود.
كان بارعاً ليس بتمثيله فقط، إنما بمساندته الفذة لقضايا الضمير!
الممثلات أيضاً، مثل جين فوندا، وماي فارو، وأودي هيبورن، رفعن أصواتهن ضد مجازر الإبادة، وقمن بزيارة الأماكن التي حدثت فيها، وحملت هيبورن في أحضانها الأطفال الضحايا، لتنبه العالم أن الشر ليس له مكان واحد في عالمنا، وهو في الدول المتخلفة أكثر من غيرها، ويحصد الملايين.
هل سمعتم يوماً عن ممثل أو ممثلة عربية وقفوا ضد الإبادة؟
اعذروني إذا كنت وضعت عمر البشير إلى جانب جورج كلوني في العنوان، فالفرق شاسع بينهما، إنه مثل الفرق بين الثور الهائج والوجه الإنساني الهادئ، الذي يراقب الهياج الحيواني ويريد منعه عن المزيد من النطح والتدمير!
عمر البشير، الذي استولى على السلطة عام 1989 بانقلاب عسكري، قضى شبابه في صفوف الإخوان المسلمين فرع السودان، ومنهم تلقن البطش بالمسيحيين والمسلمين والأثنيين حين يعارضون حكمه، أو يخالفون أوامره!
البشير صورة أصولية يخالجها الشعور بأن الله يساندها في الخطأ، فلا تعترف أو تتراجع عنه!
وهذا سبب الفشل الذريع الذي يصادفه الأخوان المسلمون حين يستلمون السلطة، فيجدون أنفسهم أمام طريق مسدود، لكنهم يتابعونه لأنهم لا يعرفون غيره، كما حدث في السودان وغزة!
وهم يتعلمون منذ الصغر، والقرآن على يمينهم، الحقد ضد المسيحيين واليهود، وعلى المسلمين ممن لا ينتمون إليهم، ويشبون، ضمن منهج أحادي التشخيص، وهو الرغبة الجامحة في إفنائهم بكل السبل، لتصورهم الآخرين شبح يقف بوجههم!
ولا يكاد عمر البشير أن يخرج عن هذه الأيديولوجية التدميرية المغلقة في تعامله مع مشاكل السودان! وهي التي حفزته على تسليح قبائل الجنجويد، وبمساعدة الجيش البري والطيران، على ذبح سكان دارفور وحرق قراهم المتهاوية وتشريدهم عبر الحدود!
وإذا كانت أعمال دارفور قد أدت إلى إصدار حكم الإبادة ضد البشير، فإن الحرب ضد سكان الجنوب سينتج الدماء الغزيرة، ويقود البلد إلى الخراب، وينتهي بالانفصال!
لقد ادعى البشير أنه يرحب بالاستفتاء في الجنوب، لكن لهجة الحرب بدأت تتصاعد ضد الانفصال، والبشير يسمي الاستفتاء بـ "حماية الوحدة" وهو لم يعمل أي شيء لحماية الوحدة!
يقول جورج كلوني، الذي زار الجنوب واطلع على الأحوال هناك: إنه يعرب عن أمله في أن يرى مزيداً من الالتزام من الدول العربية تجاه القضايا التي يواجهها السودان!
وهذا غير وارد، لأن الدول العربية لا تتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأعضاء، حتى إذا أدت لدمارها، وإن رئيس الجامعة العربية السيد عامر موسى يتستر على أخطاء البشير وجرائمه وأكاذيبه، ويعيق قرار المحكمة الدولية الداعي إلى محاكمته بتهمة ارتكاب مجازر إبادة جماعية، ثم، لم يحدث طوال حكم البشير أن ارتفع صوت للضمير من العرب يقول له كفى ما تفعل بالسودان!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق