في بداية الشهر الجاري، ألزمت إحدى المدارس الإسلامية في إنكلترا (...!!) طالباتها الصغيرات باستخدام حجاب يغطي وجوههن باستثناء العينين!
وفي 16 أكتوبر صرخت إنجيلا ميركل المسشارة الألمانية بأن فكرة تعدد الثقافات أخفقت، وأضافت: أخفت تماماً!
وقد سارعت الأحزاب والمؤسسات الرسمية في أوربا إلى تلقف صرخة ميركل، وراحت تناقش بصوت عال موضوع الهجرة، وتقول، بصوت واحد: لا نريد هجرة تلقي بظلها على نظامنا الاجتماعي!
أوربا كلها، بمحطات التلفزيون، الإذاعات، الصحف، راحت تناقش الهجرة غير المرغوب فيها، وبالتحديد الهجرة الإسلامية، فهل انتهى العهد الجميل لأوربا المتسامحة؟ ومن يلوم أوربا إذا نادت بصوت واحد، رافضة المسلمين، الذي جاءوا إليها هرباً من الاضطهاد في البداية، ثم بدأوا ما يشبه الغزو الإسلامي بالجوامع والمؤسسات الدينية والحركات الأصولية، وكأنهم في ديارهم التي شردتهم!!
منذ عشرين سنة وأنا أكتب وأحذر، مع قلة من الكتاب، من أن يكون سلوك المسلمين في دول أوربا يعتمد مفهوماً خاطئاً في التعامل مع المجتمعات الذين يعيشون فيها، وإن التسامح الأوربي له حدود لا يمكنه تجاوزها، بيدَ أن أحداً لم يكن يسمع!
لقد أصيبوا بالصمم، وأكثر من ذلك بالبطر على دول الغرب، لأن بعض ما يسمى بحقوق الإنسان وقفت إلى جانبهم، هللت وطبلت لكل شاذ وغير مقبول في سلوكهم، فاحتضن المسلمون الجماعات الإرهابية الخطيرة، فتحوا لهم جوامعهم، وبعض بيوتهم، وكانوا يخرجون في مظاهرات يدعو فيها "الملثمون" إلى قتل المسيحيين الأوربيين، لأنهم يحتلون أفغانستان والعراق، وبالفعل فجروا وسائط النقل، فقتلوا الأبرياء في لندن، وأسبانيا، وألمانيا، وفرنسا، وأخيراً حلّ اليوم الذي قال فيه الغرب كفى، ولم يكونوا يفهمون كلمة كفى إذا جاءت في النهاية من دول الغرب!
لقد عضوا اليد التي أطعمتم، هذا ملخص ما فعله المسلمون في دول أوربا، والتزموا الغباء في فهم مصيرهم. أين سيقودهم هذا الغباء، لا أحد يعرف!!
لقد أراد المسلمون، وأنا اسمي كل من ينظر إلى التسامح الغربي بعين غبية، غشيمة، أرادوا تفجير فقاعة صغيرة في الجدار الغربي، وهم واهمون إذا صدقوا الأصوليين، ونبيهم بن لادن، فالغرب حضارة قوية، شيدها أبناؤه على مدى أربعمائة عام، وكان عليهم أن يخوضوا حربهم الغبية في الدول المتخلفة التي جاءوا منها، لا أن ينطحوا الصخر بقرون كارتونية! كان يجب أن تكون معاركهم مع الفقر، والفساد، والأمية، والمرض، في بلدانهم، لا أن يأتوا إلى دول أوربا وأمريكا بأوهامهم وأحقادهم المريضة!
تقول إحدى الناشطات في مجال حقوق الإنسان لفضائية الروس الإنكليزية RT: ليس من العدل الطلب من اللاجئين تغيير ثقافتهم وعاداتهم!
هذا صحيح، لكنه ينطبق على الجيل الأول من اللاجئين، ما داموا بقوا في المهجر، أما الجيل الثاني والثالث والرابع، فكيف نفسر العودة إلى الحجاب بالنسبة لطالبات المدارس، والحقد على المسيحيين الذي يعيشون معهم في المدارس والجامعات والحياة؟
كيف سيتخرج التلميذات والتلاميذ في مدرسة كهذه؟ وكم من المدارس الإسلامية تعزل تلاميذها منذ الصغر ليعيشوا متقوقعين على أنفسهم؟
كيف نفهم المنطق في ارتداء النقاب، أو الحجاب، داخل مدرسة أوربية واحدة؟ وكيف تتحول الجوامع والمؤسسات الدينية إلى تعليم منهج الإسلام الأصولي، ولا تخصص درساً واحداً للغة البلد الذي تعيش فيه وتتلقى المساعدات منه؟
لماذا يرفض المسلمون الأتراك، وهم يعيشون أربعة أجيال متعاقبة في ألمانيا، تعلم لغة البلد الذي ولدوا فيه، وبدل ذلك تمشي الفتيات التركيات في ألمانيا والحجاب على رأسهن وكأنهن في استنبول، التي تحمل وصمة تحويل كنيسة أيا صوفيا الضخمة إلى جامع، مكتوب على جدرانه وبخط عريض "الله، محمد، علي"
ولماذا تسكت منظمات حقوق الإنسان عن دق الطبول، كما تفعل في مجالات أخرى، فيما يتعلق بفرض الانعزال على تلاميذ قصر، عاجزون، بسبب قصر سنهم، عن إدراك نوايا آبائهم المتعصبة والخبيثة، وإجبارهم على دراسة ثقافة واحدة، أصولية، بدل انفتاحهم على المجتمع الذي يعيشون فيه؟
تعدد الثقافات لا تنطبق على المسلمين من بعيد أو قريب، ففي إنكلترا، عدا المظاهرات المعادية لدول الغرب، التي يقوم بها المسلمون باسم أفغانستان والعراق، وكأنهم جاءوا إلى هذه الدول لتكريس أصوليتهم والتلويح بجذورهم، عجز عموم المسلمين، بل امتنعوا عن القيام بنشاط ثقافي واحد، كما يفعل الكاريبيون، والصينيون، والهنود، ولم يشتركوا في المجالات الثقافية التي تجريها التلفزيونات في المسرح والرقص والأدب والرسم وفنون الحياكة، بل يتصرفون وكأنهم فوق هذا المستوى من النشاط، منذورون لوحل الجوامع، ومهتمون فقط بتخريج القتلة، الذي يتربصون بوسائط النقل الأوربية لتفجيرها بركابها!!
اتركوا الحجاب والتعصب لآبائكم وأمهاتكم، كلمة أخيرة أقولها للفتيات والشباب، اجعلوا خياراتكم بمقتضى ميولكم وطبيعتكم الحرة، لأنكم جزء من عالم حرّ، يعطي الفرص للجميع في التعلم وبناء الحياة، أما التسامح الذي حظي به من جاء قبلكم، فلن يأتي منذ الآن من جهة واحدة. أعطوه وخذوا ما يقابله، هذا هو العدل، وكل ما عداه تفسيرات تبرر الوحل الذي خاض به الأصوليون والقتلة!
وفي 16 أكتوبر صرخت إنجيلا ميركل المسشارة الألمانية بأن فكرة تعدد الثقافات أخفقت، وأضافت: أخفت تماماً!
وقد سارعت الأحزاب والمؤسسات الرسمية في أوربا إلى تلقف صرخة ميركل، وراحت تناقش بصوت عال موضوع الهجرة، وتقول، بصوت واحد: لا نريد هجرة تلقي بظلها على نظامنا الاجتماعي!
أوربا كلها، بمحطات التلفزيون، الإذاعات، الصحف، راحت تناقش الهجرة غير المرغوب فيها، وبالتحديد الهجرة الإسلامية، فهل انتهى العهد الجميل لأوربا المتسامحة؟ ومن يلوم أوربا إذا نادت بصوت واحد، رافضة المسلمين، الذي جاءوا إليها هرباً من الاضطهاد في البداية، ثم بدأوا ما يشبه الغزو الإسلامي بالجوامع والمؤسسات الدينية والحركات الأصولية، وكأنهم في ديارهم التي شردتهم!!
منذ عشرين سنة وأنا أكتب وأحذر، مع قلة من الكتاب، من أن يكون سلوك المسلمين في دول أوربا يعتمد مفهوماً خاطئاً في التعامل مع المجتمعات الذين يعيشون فيها، وإن التسامح الأوربي له حدود لا يمكنه تجاوزها، بيدَ أن أحداً لم يكن يسمع!
لقد أصيبوا بالصمم، وأكثر من ذلك بالبطر على دول الغرب، لأن بعض ما يسمى بحقوق الإنسان وقفت إلى جانبهم، هللت وطبلت لكل شاذ وغير مقبول في سلوكهم، فاحتضن المسلمون الجماعات الإرهابية الخطيرة، فتحوا لهم جوامعهم، وبعض بيوتهم، وكانوا يخرجون في مظاهرات يدعو فيها "الملثمون" إلى قتل المسيحيين الأوربيين، لأنهم يحتلون أفغانستان والعراق، وبالفعل فجروا وسائط النقل، فقتلوا الأبرياء في لندن، وأسبانيا، وألمانيا، وفرنسا، وأخيراً حلّ اليوم الذي قال فيه الغرب كفى، ولم يكونوا يفهمون كلمة كفى إذا جاءت في النهاية من دول الغرب!
لقد عضوا اليد التي أطعمتم، هذا ملخص ما فعله المسلمون في دول أوربا، والتزموا الغباء في فهم مصيرهم. أين سيقودهم هذا الغباء، لا أحد يعرف!!
لقد أراد المسلمون، وأنا اسمي كل من ينظر إلى التسامح الغربي بعين غبية، غشيمة، أرادوا تفجير فقاعة صغيرة في الجدار الغربي، وهم واهمون إذا صدقوا الأصوليين، ونبيهم بن لادن، فالغرب حضارة قوية، شيدها أبناؤه على مدى أربعمائة عام، وكان عليهم أن يخوضوا حربهم الغبية في الدول المتخلفة التي جاءوا منها، لا أن ينطحوا الصخر بقرون كارتونية! كان يجب أن تكون معاركهم مع الفقر، والفساد، والأمية، والمرض، في بلدانهم، لا أن يأتوا إلى دول أوربا وأمريكا بأوهامهم وأحقادهم المريضة!
تقول إحدى الناشطات في مجال حقوق الإنسان لفضائية الروس الإنكليزية RT: ليس من العدل الطلب من اللاجئين تغيير ثقافتهم وعاداتهم!
هذا صحيح، لكنه ينطبق على الجيل الأول من اللاجئين، ما داموا بقوا في المهجر، أما الجيل الثاني والثالث والرابع، فكيف نفسر العودة إلى الحجاب بالنسبة لطالبات المدارس، والحقد على المسيحيين الذي يعيشون معهم في المدارس والجامعات والحياة؟
كيف سيتخرج التلميذات والتلاميذ في مدرسة كهذه؟ وكم من المدارس الإسلامية تعزل تلاميذها منذ الصغر ليعيشوا متقوقعين على أنفسهم؟
كيف نفهم المنطق في ارتداء النقاب، أو الحجاب، داخل مدرسة أوربية واحدة؟ وكيف تتحول الجوامع والمؤسسات الدينية إلى تعليم منهج الإسلام الأصولي، ولا تخصص درساً واحداً للغة البلد الذي تعيش فيه وتتلقى المساعدات منه؟
لماذا يرفض المسلمون الأتراك، وهم يعيشون أربعة أجيال متعاقبة في ألمانيا، تعلم لغة البلد الذي ولدوا فيه، وبدل ذلك تمشي الفتيات التركيات في ألمانيا والحجاب على رأسهن وكأنهن في استنبول، التي تحمل وصمة تحويل كنيسة أيا صوفيا الضخمة إلى جامع، مكتوب على جدرانه وبخط عريض "الله، محمد، علي"
ولماذا تسكت منظمات حقوق الإنسان عن دق الطبول، كما تفعل في مجالات أخرى، فيما يتعلق بفرض الانعزال على تلاميذ قصر، عاجزون، بسبب قصر سنهم، عن إدراك نوايا آبائهم المتعصبة والخبيثة، وإجبارهم على دراسة ثقافة واحدة، أصولية، بدل انفتاحهم على المجتمع الذي يعيشون فيه؟
تعدد الثقافات لا تنطبق على المسلمين من بعيد أو قريب، ففي إنكلترا، عدا المظاهرات المعادية لدول الغرب، التي يقوم بها المسلمون باسم أفغانستان والعراق، وكأنهم جاءوا إلى هذه الدول لتكريس أصوليتهم والتلويح بجذورهم، عجز عموم المسلمين، بل امتنعوا عن القيام بنشاط ثقافي واحد، كما يفعل الكاريبيون، والصينيون، والهنود، ولم يشتركوا في المجالات الثقافية التي تجريها التلفزيونات في المسرح والرقص والأدب والرسم وفنون الحياكة، بل يتصرفون وكأنهم فوق هذا المستوى من النشاط، منذورون لوحل الجوامع، ومهتمون فقط بتخريج القتلة، الذي يتربصون بوسائط النقل الأوربية لتفجيرها بركابها!!
اتركوا الحجاب والتعصب لآبائكم وأمهاتكم، كلمة أخيرة أقولها للفتيات والشباب، اجعلوا خياراتكم بمقتضى ميولكم وطبيعتكم الحرة، لأنكم جزء من عالم حرّ، يعطي الفرص للجميع في التعلم وبناء الحياة، أما التسامح الذي حظي به من جاء قبلكم، فلن يأتي منذ الآن من جهة واحدة. أعطوه وخذوا ما يقابله، هذا هو العدل، وكل ما عداه تفسيرات تبرر الوحل الذي خاض به الأصوليون والقتلة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق