في 22 مارس الجاري قرأت خبراً يقول "مسلمون يحاربون الكراهية بفتح المساجد أمام غير المسلمين"
الخبر نقلته جريدة الشرق الأوسط، بيد إنني لم أجد في المتن ما يؤكد هذا، أي فتح المساجد أمام غير المسلمين!
دخات في كاتدرائيات ضخمة، وكنائس كبيرة وصغيرة، وحتى أديرة في إيطاليا يهتم القائمون عليها بصنع أنواع مختلفة من الشراب (الليكور) ويقومون بنشاطات عديدة لينفقوا على معيشتهم وديرهم.
يمكنك التميّز بين الكاثوليكية والبروتستنية من بهرجة الأولى بالفنون، وشظف الثانية، حيث الجدران عارية إلا من الزجاجيات الملونة، أما الأرثوذكسية فقليل من الفن العادي وكثير من البساطة.
في روما تكاد لا تخلو كنيسة من رسوم ذات قيمة عالية جداً، تبدأ بالمظلمات وتنتهي بأعمال عصر النهضة، والفاتيكان تحفة عظيمة في الهندسة والرسوم الداخلية والمنحوتات، تتجمع فيه أشغال رفائيل ومايكل انجلو حيث الزيت يبهر الأبصار، ويحتاج الزائر شهراً كاملاً لينتهي من دراسته، إذا كان يقصد الدرس، ويدخله الزوار بالآلاف يومياً، ومن كل الجنسيات، ولا يسأل أحد عن ديانتك، ولن تخلع حذاءك عند الباب.
كنت أقدصد الكنائس حيثما حللت، فهي بالأجمال تعبّر عن مدارس معينة في الفن، وتبهج النفس لما فيها من هدوء، وفي أيام الآحاد تنشد الفرق التراتيل مصحوبة بالأورغن (لا تخلو كنيسة من هذه الآلة الضخمة) فتقف على جانب مع الزوار تشنف أسماعك بالألحان "السماوية"
في مدينة فيينا وقفت مع زوجتي، ضمن المئات، في كنيسه صغيرة وسط المدينة، استدرجنا إليها عزف لـ (الكونتاتة) لباخ،
كان الصوت الرخيم يبلغ الشارع، ويجذب إليه الزوار، يندسون في الرحاب الضيق، نسبة الى بقية الكنائس، يجلسون في صفوف المصلين، أو يجلسون بينهم ليشاهدوا الجدران المليئة بالرسوم ويستمعون الى الموسيقى العذبة، ولن تسمع من يقول لك صلِ للربّ ما دمت دخلت! أو لماذا أنت هنا، إذا لم تكن من تبعيتنا؟ لأن الربّ، ببساطة، قنع بكبار السن، بعد أن انصرف عنه القوم الى هموم حقيقية تخص حياتهم، وشرع بيوته للزوار العابرين، المهتمين بالفن والموسيقى والهندسة، وأولئك الذين يدفعهم الطقس الجليدي الى مكان دافئ يسترجعون فيه الحرارة الى أياديهم وأرجليهم!
زرت أيضاً الجوامع في القاهرة، وجوامع السلاطين في استطنبول، ولا أذكر غيرها، لكنني لم أجد غير جدران اسمنتية، وكدت أفقد حذائي في عدة مناسبات! وشاهدت كنيسة آيا صوفيا، الذي احتلها الأتراك، ولاحظت آثار من الفن القوطي وقد خربت، ولم يبق منها سوى أجزاء من اللوحات، وفي الأعلى كتب بخط كبير: الله، محمد، علي...!
لم اعتد تشييع من أعرف، أو من الأصدقاء، اتركهم يرحلون لوحدهم!
في إحدى المرات، النادرة، ذهبت الى جامع كبير للباكستانيين والعرب في انكلترا، اساهم في التشييع. الجامع تلمع قبته من الخارج، إلا أن جدرانه في الداخل عارية، توحي بالكآبة، وتضيق منها النفس، وبارد، شديد البرودة رغم أنه يقبض معونات شهرية من الحكومة البريطانية!
بدا أن المقيمين على الجامع غير مقتنعين بمكان الجثمان، فراحوا ينقلونه من زاوية الى أخرى، حتى كذت أسمع شكواه من هذه المعاملة، والمصلين يتقاطرون لإداء صلاة الجمعة على عجل، أكثر من ألف شخص، ليكتظوا في المكان بعد أن كوموا أحذيتهم عند الباب، تكاد تشعر من نظراتهم المتطيرة أن كل واحد سيفجر نفسه بمن حوله ليذهب الى الجنّة.
عندما تهيأ الجميع للصلاة خرجت، إذ لم يعد لدي ما أقوم به.
بدون مقدمات سحبني شخص من الخلف، قال Pray! كان صومالياُ، أمرني أن أصلي بكلمة انكليزية واحدة يعرفها، Pray، وبدون تهذيب.
الصوماليون منذ انزلقوا في الإرهاب القبيح، وتشردت نساؤهم في أوربا وأمريكا وكندا، ينتابهم الإحساس بأنهم وحدهم حماة العرب والمسلمين، وإن الرسالة إذا قدر لها أن تنزل مرة أخرى، تصحيحية، فستنزل على ارض الصومال!وستكون باللغة الصومالية أيضاً!
قلت: وما شأنك أنت؟ وخرجت.
هناك تعليقان (2):
اعتقد ان الثقافة العربية وليس الاسلامية هي التي تخلو من الجمال ولا تعير الفن اي اهتمام. فالمساجد في العراق وخصوصا مراقد الائمة من اهل بيت الرسول تعكس الفن الفارسي بفخامه وجمال انيقين بجانب اجواء الخشوع والهيبة للمكان. وهذا مالا نجده عند الاتراك (الذبن ينحدرون من اواسط اسيا)والعرب (صحراءالجزيرة) والاسلام اخيرا هو ابن بيئته.
اعتقد ان هذا المقال يعبر عن جهل صاحبه بفنون العمارة الاسلامية
إرسال تعليق