أخيراً وافقت لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس الأمريكي على الاعتراف بمجازر الأتراك ضد الأرمن في الحرب العالمية الأولى، وكان القرار يُعرض كل سنة وتؤجل الإدانة، لكنه حصل أمس على 23 صوتاً مقابل 22، وبهذه النسبة البسطية خرج إلى العلن.
تركيا، عضو الأطلسي، وحليف أمريكا القوي، تحررت من هذه الأعباء عندما أستلم الأصوليون السلطة، فامتنعت عن السماح للقوات الأمريكية بالمرور عبر أراضيها عام 2003 لضرب العراق، ثم راحت تعارض فرض عقوبات على إيران، في محاولة مكشوفة منها للصراع مع طهران حول من ينجح في التأثير على مصير دول الشرق الأوسط، الخبث المؤذي أم الابتسامة العريضة؟
لا يمكن للضعيف أن يختار، بل عليه الرضوخ للأثر الأقوى! وبين هذين المستويين من اللعب بالسوط فوق رؤوس العرب، أفلت قرار الاعتراف بالمجزرة من مجلس الشيوخ بفارق صوت واحد، إذ لا يجوز أن تكون حليفي، وتعمل بعيداً عن مصالحي، فمن تكون تركيا في نهاية المطاف سوى حكومة أصولية على خلاف قوي مع الجنرالات العلمانيين؟
الإدانة ضد مجازر الأتراك في أرمينيا أقرها عدد من برلمانات العالم، وكان الرئيس أوباما الذي وعد في حملته الانتخابية الاعتراف بالإبادة الجماعية المذكورة، لكنه لم يعد إلى ذكر الموضوع في خطابه العام الماضي، وإذ تؤكد تركيا المرة تلو الأخرى أن حرباً أهلية داخل أرمينيا كانت وراء المجزرة، وهذا هراء، لأن وحشية الجيش التركي في الحروب واكتساح أراضي الغير، لا تترك مجالاً بسيطاً للشك في تعرض الأرمن لعملية إبادة. وكانت فلسفة الأتراك أنهم حين يهاجمون يرتكبون مجازر هوجاء لكي يسمع بها الداخل فيصاب بالفزع.
وكان العرب، الذين قاسوا الأبشع خلال استعمار الأتراك لبلدانهم طوال أربعة قرون، يعرفون ماذا يعني البطش العثماني باسم الخلافة الإسلامية، وهم إذ يرحبون بالابتسامات التركية الآن، إنما يرجون من ورائها صد التغلغل الإيراني الخبيث، والمتسارع، في المنطقة، ونتيجة الضعف الذي لا يقوون على التخلص منه لانهماكهم الغبي في ما يسمى بالصرع مع إسرائيل!
وهكذا، فعملية إبادة الشعوب تظل نائمة وغير معترف بها، ولكن ليس إلى الأبد، إذ يكفي خلل بسيط في التوازن الذي ينتاب المصالح، لكي تعود تصرخ بأعلى صوتها!
تركيا، عضو الأطلسي، وحليف أمريكا القوي، تحررت من هذه الأعباء عندما أستلم الأصوليون السلطة، فامتنعت عن السماح للقوات الأمريكية بالمرور عبر أراضيها عام 2003 لضرب العراق، ثم راحت تعارض فرض عقوبات على إيران، في محاولة مكشوفة منها للصراع مع طهران حول من ينجح في التأثير على مصير دول الشرق الأوسط، الخبث المؤذي أم الابتسامة العريضة؟
لا يمكن للضعيف أن يختار، بل عليه الرضوخ للأثر الأقوى! وبين هذين المستويين من اللعب بالسوط فوق رؤوس العرب، أفلت قرار الاعتراف بالمجزرة من مجلس الشيوخ بفارق صوت واحد، إذ لا يجوز أن تكون حليفي، وتعمل بعيداً عن مصالحي، فمن تكون تركيا في نهاية المطاف سوى حكومة أصولية على خلاف قوي مع الجنرالات العلمانيين؟
الإدانة ضد مجازر الأتراك في أرمينيا أقرها عدد من برلمانات العالم، وكان الرئيس أوباما الذي وعد في حملته الانتخابية الاعتراف بالإبادة الجماعية المذكورة، لكنه لم يعد إلى ذكر الموضوع في خطابه العام الماضي، وإذ تؤكد تركيا المرة تلو الأخرى أن حرباً أهلية داخل أرمينيا كانت وراء المجزرة، وهذا هراء، لأن وحشية الجيش التركي في الحروب واكتساح أراضي الغير، لا تترك مجالاً بسيطاً للشك في تعرض الأرمن لعملية إبادة. وكانت فلسفة الأتراك أنهم حين يهاجمون يرتكبون مجازر هوجاء لكي يسمع بها الداخل فيصاب بالفزع.
وكان العرب، الذين قاسوا الأبشع خلال استعمار الأتراك لبلدانهم طوال أربعة قرون، يعرفون ماذا يعني البطش العثماني باسم الخلافة الإسلامية، وهم إذ يرحبون بالابتسامات التركية الآن، إنما يرجون من ورائها صد التغلغل الإيراني الخبيث، والمتسارع، في المنطقة، ونتيجة الضعف الذي لا يقوون على التخلص منه لانهماكهم الغبي في ما يسمى بالصرع مع إسرائيل!
وهكذا، فعملية إبادة الشعوب تظل نائمة وغير معترف بها، ولكن ليس إلى الأبد، إذ يكفي خلل بسيط في التوازن الذي ينتاب المصالح، لكي تعود تصرخ بأعلى صوتها!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق