الخميس، 11 مارس 2010
لبنان وحزب الله والعرب
المقاومة كلمة "مقدسة" لدى فئة من اللبنانيين، وكريهة، بل غادرة لدى الأغلبية.
لبنان كان يوماً بوابة الشرق على العالم، إلى أن دخلت حركة التحرير الفلسطينية فحطمت البوابة وأهانتها، ثم جاءت إيران بمستشفيات صغيرة ورواتب للأيتام في الجنوب، وداست بعدئذ على بقية البوابة، وأذلتها، ولم تبق على شيء من تلك الأيام الجميلة، الساحرة، التي كانها لبنان في بداية السبعينات: صوت يصدح لفيروز، وجو عذب في الصيف والشتاء يتفيئ به اللبنانيون، وعشاق الرحيل من الأجانب والعرب!
المقاومة كلمة "مقدسة" تثير الرعب في قلوب اللبنانيين في العهد الفلسطيني، و"مقدسة" في عهد حزب الله، وتثير الرعب أيضاً من الدم الغريب، الذي يلتصق بها، إلى أن تأتي إسرائيل، إذا جاءت، لتلحق أحزاب الله بالفلسطينيين!
في أيام لبنان التي سبقت تلك "المقدسات" ظل الجميع يدخل ويخرج بعد أن يسبح في الأنوار، ويغرف من المعرفة، أو يتذوق النوم اللذيذ، الحالم، تحت ظلال الصنوبر والشربين، وبعيداً، إلى حين، عن روتين العمل!
في هذا الأسبوع طالب مسؤولو حزب الله باجراءات مشددة ضد حاملي الجوازات الأجنبية القادمين إلى لبنان. جاء على لسان الموسوي (إيران _ حزب الله) إنه بعد الذي حدث في دبي "يحق لكل مواطن عربي أن ينظر إلى كل حامل جواز سفر أجنبي على أنه عميل محتمل"!
اللبنانيون ردّوا، وكالعادة قبل العرب، على هذا الكلام، وهم بارعون في الرد، فقال، مثلاً، العميد المتقاعد الياس حنا: "لبنان لا يستطيع توقيف كل صحافي أجنبي بتهمة التجسس كما يحصل في إيران"
طهران، التي طردت الأجانب والصحفيين من أراضيها، مع المعارضة، وأصبحت جزيرة مقفلة على ذاتها، تريد تطبيق نفس السياسة في لبنان.
لكن، لماذا "على كل مواطن عربي؟" هل أصبح العرب مشدودين برابطة الدم إلى إيران، مثلما هو الحال مع السيد الموسوي؟
ولماذا يتعين على المواطن العربي أن ينظر إلى كل أجنبي يدخل لبنان على أنه جاسوس محتمل؟
صحيح أن العرب، كأفراد وفئات وأحزاب تخلو عن لبنان في محنته الأولى، والثانية، ونظروا بعيون مقلوبة إلى اللبنانيين، لكن أن يطلب رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، الموسوي، من كل العرب أن يقلبوا عيونهم مزيداً إلى الخلف، وينظروا بعين حمراء، مثل أحمدي نجاد، إلى الأجانب الذين يدخلون لبنان ويطردونهم أو يضعونهم في السجن، فهذه متاجرة، بلا مسؤولية، وإلحاق، من دون دليل، للعرب بسياسات إيران الانتحارية! بينما يقف كل العرب، إذا تحدثنا بمنطق موسوي، إلى جانب المعارضة الإيرانية ويدعمون مطالبها المشروعة لإزالة الدكتاتورية المتسلطة على رقاب الإيرانيين!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق