تتفاقم الأزمة الطائفية في لبنان بشكل متصاعد، وسريع، يخشى من ورائه أن يعد حزب الله، وعلى طريقته الدورانية، لانقلاب على السلطة وإقامة حكومة دينية على غرار حكومة حماس، ثم يطالب، وبشكل دوراني أيضاً، العالم على التسليم بها كأمر واقع بمرور الزمن؟
وتتجه الأنظار نحو التفاهم السعودي- السوري، حيث يبرز سؤال يتردد على ألسن وقلوب اللبنانيين، وهو: هل راحت السعودية ضحية لألاعيب النظام السوري، فهي تعمل على طمأنة السعوديين في الأقوال، بينما تقوي وتدعم بالأفعال حزب الله لتنفيذ انقلابه، ثم تتصرف في النهاية كما لو أن الخيار قد أفلت من يدها، ولا مفر من التعامل مع الواقع الجديد؟
عملياً تبدو السعودية ملتزمة الهدوء، ومستسلمة لتطمينات السوريين بأنهم يضبطون الوضع لصالح الاتفاق السعودي السوري، بيدَ أن تصاعد موقف حزب الله من المحكمة الدولية، ووضع لبنان أمام خيار واحد: تعطيل المحكمة أو الفتنة، إي إلغاء المحكمة رسمياً، أو إسقاط حكومة الحريري المؤيدة سعودياً، والانتقال بلبنان إلى فراغ دستوري طويل، ينفذ خلاله حزب الله وحلفاؤه انقلابهم التدريجي والمخطط له؟
هناك اعتبارات ومواقف دولية تلوم السعودية على صمتها، ولو من دون إشارة إليها، وتحمل صراحة النظام السوري ما يقوم به حليفه الإستراتيجي حزب الله من تصعيد داخلي، قد ينتهي بانفجار يهدد استقرار المنطقة، وهذا ما تسعى إليه إيران منذ فترة، لأنه سيحول الأنظار عنها وعن برنامجها النووي، ويخلط الأوراق على الغرب فلا يعود بمقدوره التركيز على مسألة بعينها!
تقديرات أمريكا وحلفائها الأوربيين لها نصيب كبير من الجدية، ونظام دمشق هو نظام استخبارات قبل أي شيء آخر، السياسيون فيه يمدون يد ودودة إلى العرب، ويخفون وراء ظهرهم خنجراً مبيتاً ومسموماً، وقد أصبحوا بارعين في ذلك طوال تاريخهم مع المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالجارة لبنان، التي التاعت من اليد الممدودة والخنجر المسموم في اليد المخفية، إلا أن السعوديين ليسوا غافلين عن هذه الحقيقة، والصمت واحد من أساليبهم الهادئة في السياسة، لكن ماذا لو تدهورت الأمور فجأة على اللاعبين الخارجيين، السعودية وأمريكا ودول أوربا؟!
اللبنانيون، خاصة جماعة الأكثرية النيابية (14 آذار) كلهم يدور في أذهانهم هذا السؤال، والناس ملّت الحروب الطائفية، وآخرها الهجوم الذي استأسد فيه حزب الله وقلب الطاولة على جزء من جماعة 14 آذار في مايو 2008، ونجح فيه بمحاصرة جنبلاط وتهديده بالقتل، ونجح أيضاً في سحبه من الجماعة ليصبح بعدها نصيراً لحزب الله وسوريا، ورئيس الوزراء السوري ناجي عطري أعلن قبل ثلاثة أيام "أن جماعة 14 آذار جماعة كارتونية" وعبّر عما يضمره النظام السوري منذ فترة طويلة، وكلام عطري يعني أن من يقرر مصير لبنان ليست جماعة (كارتونية)، بل الأحزاب التي غدت مدججة بالسلاح مثل حزب الله والجماعات الفلسطينية التي تديرها دمشق عن بعد، وأن هؤلاء يمثلون الخيار الوحيد للبنان وسوريا، ومن خلفهما، أو أمامهما، إيران؟
في آخر إطلاله له يوم الخميس الماضي أعلن حسن نصر الله "التحريم" على أي تعاون مع لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري ورفاقه الشهداء، ويأتي الموقف الجديد بعد أن حرّم على اللجنة الدخول والتحقيق في المنطقة الجنوبية من بيروت التي تسيطر عليها ميليشيات الحزب المسلحة، فهل ستحمل الإطلالة التالية دعوة عامة إلى تحريم التعاون من اللجنة، ومقاتلة كل من يتجاوز هذا التحريم بقوة السلاح؟
لعل الدوران الذكي الذي يقوم به حزب الله يعبّر عن ديمقراطية الطائفة الأقوى، وهذا يناسب النظام السوري تماماً، وحزب الله لن يخرج عن هذه الديمقراطية في الدوران حول المحكمة الدولية، فهو يقضم من اليمين، ثم يذهب إلى اليسار، ويعود إلى الخلف، وحين ينتهي يلتف إلى الأمام، فيقضم من كل الاتجاهات، وبحوزته أكبر قوة تدميرية تفوق ما يمتلكه الجيش اللبناني، الذي يعد هو الآخر مخترق من قبل حزب الله!
فهل يدرك السعوديون مغبة التزامهم الصمت والهدوء حيال مخططات سورية-إيرانية على هذا المستوى الرفيع من التخطيط؟
أمامنا وقت ضيق، وضيق جداًً، لنتذكر أن احتلال المنطقة الغربية من قبل حزب الله صيف 2008 ، قد فوجئ الدول المناصرة لحماية لبنان، بما في ذلك أمريكا وفرنسا، لذلك وقفت مشلولة وعاجزة عن أي ردّ فعل عملي، بينما قتل الحزب وأحرق وعبث بالممتلكات، ونجح في حمل حكومة السنيورة على التراجع عن قرار وضع خطوط اتصالاته تحت إشراف الدولة، فهل سيكرر حسن نصر الله تهديده للبنانين بتفجير حرب أهلية جديدة إذا لم ينصع الحريري ويلغي المحكمة الدولية؟
وهل السعودية مستعدة لمواجهة خيبة اللبنانيين من العرب جراء ذلك؟
وتتجه الأنظار نحو التفاهم السعودي- السوري، حيث يبرز سؤال يتردد على ألسن وقلوب اللبنانيين، وهو: هل راحت السعودية ضحية لألاعيب النظام السوري، فهي تعمل على طمأنة السعوديين في الأقوال، بينما تقوي وتدعم بالأفعال حزب الله لتنفيذ انقلابه، ثم تتصرف في النهاية كما لو أن الخيار قد أفلت من يدها، ولا مفر من التعامل مع الواقع الجديد؟
عملياً تبدو السعودية ملتزمة الهدوء، ومستسلمة لتطمينات السوريين بأنهم يضبطون الوضع لصالح الاتفاق السعودي السوري، بيدَ أن تصاعد موقف حزب الله من المحكمة الدولية، ووضع لبنان أمام خيار واحد: تعطيل المحكمة أو الفتنة، إي إلغاء المحكمة رسمياً، أو إسقاط حكومة الحريري المؤيدة سعودياً، والانتقال بلبنان إلى فراغ دستوري طويل، ينفذ خلاله حزب الله وحلفاؤه انقلابهم التدريجي والمخطط له؟
هناك اعتبارات ومواقف دولية تلوم السعودية على صمتها، ولو من دون إشارة إليها، وتحمل صراحة النظام السوري ما يقوم به حليفه الإستراتيجي حزب الله من تصعيد داخلي، قد ينتهي بانفجار يهدد استقرار المنطقة، وهذا ما تسعى إليه إيران منذ فترة، لأنه سيحول الأنظار عنها وعن برنامجها النووي، ويخلط الأوراق على الغرب فلا يعود بمقدوره التركيز على مسألة بعينها!
تقديرات أمريكا وحلفائها الأوربيين لها نصيب كبير من الجدية، ونظام دمشق هو نظام استخبارات قبل أي شيء آخر، السياسيون فيه يمدون يد ودودة إلى العرب، ويخفون وراء ظهرهم خنجراً مبيتاً ومسموماً، وقد أصبحوا بارعين في ذلك طوال تاريخهم مع المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالجارة لبنان، التي التاعت من اليد الممدودة والخنجر المسموم في اليد المخفية، إلا أن السعوديين ليسوا غافلين عن هذه الحقيقة، والصمت واحد من أساليبهم الهادئة في السياسة، لكن ماذا لو تدهورت الأمور فجأة على اللاعبين الخارجيين، السعودية وأمريكا ودول أوربا؟!
اللبنانيون، خاصة جماعة الأكثرية النيابية (14 آذار) كلهم يدور في أذهانهم هذا السؤال، والناس ملّت الحروب الطائفية، وآخرها الهجوم الذي استأسد فيه حزب الله وقلب الطاولة على جزء من جماعة 14 آذار في مايو 2008، ونجح فيه بمحاصرة جنبلاط وتهديده بالقتل، ونجح أيضاً في سحبه من الجماعة ليصبح بعدها نصيراً لحزب الله وسوريا، ورئيس الوزراء السوري ناجي عطري أعلن قبل ثلاثة أيام "أن جماعة 14 آذار جماعة كارتونية" وعبّر عما يضمره النظام السوري منذ فترة طويلة، وكلام عطري يعني أن من يقرر مصير لبنان ليست جماعة (كارتونية)، بل الأحزاب التي غدت مدججة بالسلاح مثل حزب الله والجماعات الفلسطينية التي تديرها دمشق عن بعد، وأن هؤلاء يمثلون الخيار الوحيد للبنان وسوريا، ومن خلفهما، أو أمامهما، إيران؟
في آخر إطلاله له يوم الخميس الماضي أعلن حسن نصر الله "التحريم" على أي تعاون مع لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري ورفاقه الشهداء، ويأتي الموقف الجديد بعد أن حرّم على اللجنة الدخول والتحقيق في المنطقة الجنوبية من بيروت التي تسيطر عليها ميليشيات الحزب المسلحة، فهل ستحمل الإطلالة التالية دعوة عامة إلى تحريم التعاون من اللجنة، ومقاتلة كل من يتجاوز هذا التحريم بقوة السلاح؟
لعل الدوران الذكي الذي يقوم به حزب الله يعبّر عن ديمقراطية الطائفة الأقوى، وهذا يناسب النظام السوري تماماً، وحزب الله لن يخرج عن هذه الديمقراطية في الدوران حول المحكمة الدولية، فهو يقضم من اليمين، ثم يذهب إلى اليسار، ويعود إلى الخلف، وحين ينتهي يلتف إلى الأمام، فيقضم من كل الاتجاهات، وبحوزته أكبر قوة تدميرية تفوق ما يمتلكه الجيش اللبناني، الذي يعد هو الآخر مخترق من قبل حزب الله!
فهل يدرك السعوديون مغبة التزامهم الصمت والهدوء حيال مخططات سورية-إيرانية على هذا المستوى الرفيع من التخطيط؟
أمامنا وقت ضيق، وضيق جداًً، لنتذكر أن احتلال المنطقة الغربية من قبل حزب الله صيف 2008 ، قد فوجئ الدول المناصرة لحماية لبنان، بما في ذلك أمريكا وفرنسا، لذلك وقفت مشلولة وعاجزة عن أي ردّ فعل عملي، بينما قتل الحزب وأحرق وعبث بالممتلكات، ونجح في حمل حكومة السنيورة على التراجع عن قرار وضع خطوط اتصالاته تحت إشراف الدولة، فهل سيكرر حسن نصر الله تهديده للبنانين بتفجير حرب أهلية جديدة إذا لم ينصع الحريري ويلغي المحكمة الدولية؟
وهل السعودية مستعدة لمواجهة خيبة اللبنانيين من العرب جراء ذلك؟