ليس الخلاف بين أوباما ونتينياهو حول المستوطنات في القدس الشرقية، إنما إيران هي السبب.
في 18 أبريل كشف وزير الدفاع الأمريكي غيتس من أن الإدارة لا تملك خططاً لمواجهة إيران في حال فشلت العقوبات، فجاء هذا التصريح بمثابة السوط الذي ألهب الصراع وحمل نتينياهو على الهجوم على أوباما!
أوباما مخادع، خدع الإسرائيليين حين ادعى أن الإدارة تتكفل بأمر إيران، حرباً أو عقوبات: "أتركوا لنا هذا الأمر ونحن نعد له الخطط" وقبّل نتينياهو على مضض، لكن تصريحات غيتس الأخيرة كشفت للعالم أن الرجل ليس لديه نية للحرب، ويماطل في مسألة العقوبات، وهي ليست رادعة، وتؤجل كل مرة، ويراقب الإسرائيليون الدولة الدينية تطور الصواريخ وتعزز قدرات حزب الله وحماس الصاروخية، وهي لا تكف عن إعداد الإيرانيين لإزالة "هذه الجرثومة" من الوجود، وتستمع الحكومة الإسرائيلية إلى التهديدات وهي تكظم الغيظ، وعندما توجه إيران الضربة، منها مباشرة، أو من حزب الله وسوريا وحماس، سيقول اوباما، في خطاب يعتمد البلاغة والتضليل أنهم جاؤا من الغرب في حين عززنا الدفاعات في الشرق، كما قال عبد الناصر للعرب عام 1967، وتكون الدولة اليهودية دفعت ثمن الاعتماد على دولة أخرى تعهدت بحمايتها، وشلت يديها من أية مبادرة ذاتية!
النقطة التي يحرص عليها اوباما، بعد أن فشلت الكثير من وعوده الانتخابية، تسعى إلى دفع المنطقة العربية إلى اندفاع نووي غير مسبوق، يراكم الأرباح على الخزانة الأمريكية، وبعض دول الغرب التي لا تحبذ التشدد في العقوبات، ولا المواجهة العسكرية!
مقابل تصريحات غيتس، تولت دعاية الرئيس الأمريكي التخفيف من الخواء الذي انطوت عليه، إذا قيل إن الرجل، اوباما، قام بما عليه لحل المشكلة الفلسطينية الذي تعهد للعرب بحلها، ولم تثمر أية نتيجة، إذن اللوم لا يقع عليه، فقد وعد وكان له شرف المحاولة!
أو، إنه ورث حربين، افغانستان والعراق، ولن يكون عليه من السهل فتح جبهة عسكرية ثالثة!
هذان التفسيران تافهان، إذ لماذا يعد على شيء لا يقدر عليه؟ هذا بالنسبة للمشكلة الفلسطينية، والثاني: كيف يعد بالدفاع عن دولة صديقة وهو غير قادر، عسكرياً، على ذلك، وهذا يتعلق بإسرائيل، التي أكدت أنها قادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية منذ أواخر عهد بوش وبداية عهد اوباما!
في هذه الحالة، تغيب عن الأذهان خطة لانتزاع الأموال من العرب بتحويل إيران إلى شبح للتخويف، وطمأنة إسرائيل على أمنها!
الشخص الذي يخاف القرارات الكبيرة، يلجأ إلى الخداع، والعرب لم يعد يثقون باوباما، لقد جربوه على كل الأصعدة، ولم يعطهم غير الخطابات، وهم، من برعوا في الخطابات، هل يصدقون خطاباً جديداً؟
يصرخ سعود الفيصل، وزير خارجية السعودية "نريد حلاً للمشكلة الإيرانية الآن..." إلا أن حلاً في الأفق لا يبدو للعارفين ببواطن الأمور، لذلك قررت السعودية بناء مفاعل نووي خاص، يكلف في المرحلة الأولى 80 بليون دولار!! واو...
أبو ظبي تبني الآن أربع رياكتر، وقد اتفقت مع كوريا الجنوبية على تولي البناء. البحرين أيضاً اتجهت نحو النووي، ومصر، وقطروالكويت كذلك، إذن سيكون سباقاً محموماً على المنشآت النووية السلمية في بداية الأمر، واوباما كلما حذر من الخطر الإيراني قدم المزيد من مضادات الباتريوت لحماية دول الخليج، وباع، هو وحلفاؤه، المزيد من المفاعلات النووية لتلك الدول لتحمي بها نفسها مستقبلاً!
كيف يجرأ اوباما عن الحديث، في خطبه، عن الأخلاق؟ وهل كانت الأخلاق تحمي الدول من هجوم صاروخي، محمل بالمواد النووية، أو شحنات شديدة الانفجار؟
اسألوا نتينياهو عن سبب غضبه، المحاصر بالأذرع الإيرانية – العربية الصاروخية من الشمال والجنوب!
في النهاية ماذا يريد أوباما؟ رفع مستوى بيع الأسلحة لتحريك السوق الأمريكية، والحطّ من التزامات أمريكا الأخلاقية تجاه حلفائها، لأنه يفهم، من مهنة المحاماة، أن المحامي الجيد هو الذي يدافع عن المجرم والبريء بنفس الحماس، وأن السياسة مثل المحاماة، تعمل بدون أخلاق، وتساوي بين الحليف والخصم في مجال المنفعة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق