في لبنان، لا يمكن القول لرجل دين لا تتدخل في السياسة، خاصة عندما يأتي القول على ألسن رجال دين يحملون على رؤوسهم العمائم!
في العقدين الأخيرين أقحمت السياسة إقحاما على الدين في لبنان، فكل طائفة كان يقف وراءها رجال دينها، لا يدلون بتصريحات إلا عندما تضيق صدورهم بأمر ما، وفيما سبق هذين العقدين كان يقال لرجال الدين قفوا مكانكم، ولا تتدخلوا في السياسة، لكن مع ظهور حزب الله انقلبت المعادلات!
نحن نتحدث هنا عن تصريحات للبطريرك نصر الله صفير لدى زيارته لباريس، جاء فيها أن وضع حزب الله في لبنان هو وضع شاذ.
مما يذكر للبطريرك صفير أنه لعب دوراً للتهدئة في حرب (75-1989) حين دخلت طائفته الحرب ضد الفصائل الفلسطينية، وظلت في مدّ وجزر إلى أن دخلت إسرائيل لبنان.
ما قاله البطريرك، عدا كلمة "شاذ" يقوله كل مخلص للبنان وطوائفه، وكل عربي يملك وعياً غريزياً بما تجلبه التدخلات الخارجية من مشاكل كثيرة.
قال صفير: " يجب أن يكون كل السلاح في يد الحكومة وجيشها النظامي، لأن لبنان لا يحتمل وجود جيشين على أرضه!" وأنه "لن يستبعد أن يحاول ما يسمى حزب الله السيطرة على لبنان مستقبلاً..."
إذن لماذا يستدعي هذا الكلام الردود المبطنة بالتهديد من رجال حزب الله؟ وهل اصطفى الله له حزباً من الشيعة يمثلونه على الأرض؟ وإذا كان الأمر كذلك، ولله في أمره شؤون، فلماذا اختار شيعة إيران وأهمل بقية شيعة لبنان مثل العلامة الشيعي السيد علي الأمين وأتباعه في جبل عامل الذي يرفض التحيز لبلد غريب لا يربطهم به غير المذهب؟
هذه الأسئلة مضحكة، وستكون الإجابة أكثر إضحاكاً إذا ردّ عليها رجال حزب الله من دون لف ودوران!
المسألة أن تصريحات صفير جاءت بعد انفضاض جلسة الحوار الوطني بتأجيل الحوار الى 19 ديسمبر القادم، ودون أن يتوصل المجتمعون الى شيء. هذه الجلسة العاشرة للحوار، وانتهت بعد ساعتين ونصف فقط، فهل يريد حزب الله أن يكون الحوار أبدياً؟ وهل الحوار لعبة يحرك خيوطها الحزب ويحضرها الآخرون للمشاهدة؟
الحوار في الأصل قام للوصول الى صيغة بين اللبنانيين يتفقون فيه على تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الذي نصّ على نزع سلاح حزب الله والجماعات الفلسطينية ليكون الجيش هو القوة المسلحة الوحيدة في البلاد، ومنذ صدور القرار بعد حرب إسرائيل مع حزب الله في 2006 والحزب يماطل في تسليم سلاحه، الذي أصبح الآن أكبر وأقوى من سلاح الجيش اللبناني لعدم توقف دمشق وطهران في مدّه بالمزيد من الأسلحة، شمل ذلك في الآونة الأخيرة صواريخ سكود السورية، فهل يحتمل لبنان جيشين على أرضه؟
مماطلة الحزب في تنفيذ قرار الأمم المتحدة المذكور، ولمدة أربع سنوات، هو الذي جعل صدر البطريرك صفير يضيق ولا يستبعد أن يحاول حزب الله السيطرة على لبنان في المستقبل!
حزب الله يلجأ الى التكتيك الإيراني في المماطلة، لكن هل نجحت مماطلة إيران مع المجتمع الدولي؟ وحتى لو افترضنا أن جميع الأطراف المتحاورة تحولوا في موقفهم الى جانب الحزب، كما تأمل دمشق وطهران، فسيبقى صوت واحد في لبنان يقول ما قاله الطفل من أن الأمبراطور بلا ثياب تستر عورته!!
في العقدين الأخيرين أقحمت السياسة إقحاما على الدين في لبنان، فكل طائفة كان يقف وراءها رجال دينها، لا يدلون بتصريحات إلا عندما تضيق صدورهم بأمر ما، وفيما سبق هذين العقدين كان يقال لرجال الدين قفوا مكانكم، ولا تتدخلوا في السياسة، لكن مع ظهور حزب الله انقلبت المعادلات!
نحن نتحدث هنا عن تصريحات للبطريرك نصر الله صفير لدى زيارته لباريس، جاء فيها أن وضع حزب الله في لبنان هو وضع شاذ.
مما يذكر للبطريرك صفير أنه لعب دوراً للتهدئة في حرب (75-1989) حين دخلت طائفته الحرب ضد الفصائل الفلسطينية، وظلت في مدّ وجزر إلى أن دخلت إسرائيل لبنان.
ما قاله البطريرك، عدا كلمة "شاذ" يقوله كل مخلص للبنان وطوائفه، وكل عربي يملك وعياً غريزياً بما تجلبه التدخلات الخارجية من مشاكل كثيرة.
قال صفير: " يجب أن يكون كل السلاح في يد الحكومة وجيشها النظامي، لأن لبنان لا يحتمل وجود جيشين على أرضه!" وأنه "لن يستبعد أن يحاول ما يسمى حزب الله السيطرة على لبنان مستقبلاً..."
إذن لماذا يستدعي هذا الكلام الردود المبطنة بالتهديد من رجال حزب الله؟ وهل اصطفى الله له حزباً من الشيعة يمثلونه على الأرض؟ وإذا كان الأمر كذلك، ولله في أمره شؤون، فلماذا اختار شيعة إيران وأهمل بقية شيعة لبنان مثل العلامة الشيعي السيد علي الأمين وأتباعه في جبل عامل الذي يرفض التحيز لبلد غريب لا يربطهم به غير المذهب؟
هذه الأسئلة مضحكة، وستكون الإجابة أكثر إضحاكاً إذا ردّ عليها رجال حزب الله من دون لف ودوران!
المسألة أن تصريحات صفير جاءت بعد انفضاض جلسة الحوار الوطني بتأجيل الحوار الى 19 ديسمبر القادم، ودون أن يتوصل المجتمعون الى شيء. هذه الجلسة العاشرة للحوار، وانتهت بعد ساعتين ونصف فقط، فهل يريد حزب الله أن يكون الحوار أبدياً؟ وهل الحوار لعبة يحرك خيوطها الحزب ويحضرها الآخرون للمشاهدة؟
الحوار في الأصل قام للوصول الى صيغة بين اللبنانيين يتفقون فيه على تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الذي نصّ على نزع سلاح حزب الله والجماعات الفلسطينية ليكون الجيش هو القوة المسلحة الوحيدة في البلاد، ومنذ صدور القرار بعد حرب إسرائيل مع حزب الله في 2006 والحزب يماطل في تسليم سلاحه، الذي أصبح الآن أكبر وأقوى من سلاح الجيش اللبناني لعدم توقف دمشق وطهران في مدّه بالمزيد من الأسلحة، شمل ذلك في الآونة الأخيرة صواريخ سكود السورية، فهل يحتمل لبنان جيشين على أرضه؟
مماطلة الحزب في تنفيذ قرار الأمم المتحدة المذكور، ولمدة أربع سنوات، هو الذي جعل صدر البطريرك صفير يضيق ولا يستبعد أن يحاول حزب الله السيطرة على لبنان في المستقبل!
حزب الله يلجأ الى التكتيك الإيراني في المماطلة، لكن هل نجحت مماطلة إيران مع المجتمع الدولي؟ وحتى لو افترضنا أن جميع الأطراف المتحاورة تحولوا في موقفهم الى جانب الحزب، كما تأمل دمشق وطهران، فسيبقى صوت واحد في لبنان يقول ما قاله الطفل من أن الأمبراطور بلا ثياب تستر عورته!!