الأحد، 13 يونيو 2010

تخيلوا أن تسلم طهران إلى حزب الله أو حماس صاروخاً نووياً!

في الأنظمة الدكتاتورية، عندما يبدأ رجال المخابرات بالفرار، الواحد بعد الآخر، فهذا مؤشر على نهاية ذلك النظام.
الغارديان في عددها الصادر في 11/6 تحدثت إلى أربعة فارين من إيران، أكد أحدهم أن التعذيب والاغتصاب انتهج بصورة شاملة مع المعتقلين الذين شاركوا في مظاهرات العام الفائت السلمية، إلا أن الثاني أشار أن النظام كان خائفاً من تلك المظاهرات بحيث وضع طائرة خاصة لنقل أحمدي نجاد والمرشد الأعلى خامئني إلى سوريا على وجه السرعة.
أما التايمز فأكدت في عددها يوم 12/6 أن السعودية وافقت على فتح مجال جوي محدود في شمال البلاد بهدف تقليص المسافة التي تتطلبها الطائرات الحربية الإسرائيلية للوصول إلى أهدافها في العمق الإيراني في حال تقرر المضي قدماً في تنفيذ الضربة العسكرية!
المملكة السعودية نفت هذا الكلام في ذات اليوم، لكن عندما توجه إسرائيل الضربة ستشق طائراتها الطريق دون صعوبة تذكر، سواء من السعودية أو الأردن أو سوريا فالعراق، وبذلك تدفع إيران ثمن غطرستها في التعامل مع شكاوي العرب التي طال أمدها!
إن العقوبات لن تجبر إيران على إيقاف برنامجها النووي، لذلك وضعت الإدارة الأمريكية خططاً بديلة.
هناك فترة محددة بين سنة وسنتين تكون إيران قد أنجزت أول قنبلة نووية لها، أثناء ذلك ستكون الأمور صعبة للغاية لتغيير نهج إيران، حينئذ ستكون لإسرائيل الحق، رضيت الإدارة الأمريكية أم لم ترض، في توجيه ضربة عسكرية.
هذه ليست المرة الأولى الذي يعترف فيها أفراد من المخابرات، والأمن، وحتى الحرس الثوري، للصحف الغربية بعد فرارهم، لكن لماذا قررت المعارضة إلغاء مظاهرات السنة الحالية؟
أعتقد أنها اتخذت قراراً سليما، لأن نظام أحمدي نجاد – خامئني يجد نفسه في مأزق كبير في مواجهة مظاهرة بذلك الحجم، وبالتالي سيقدم على نوع من الانتحار في مواجهتها، وسيشدد القمع والقتل إلى درجة مريعة، حتى لو رفع الأعلام البيضاء لتأكيد سلميتها، وستكون الطائرة المذكورة على أتم الاستعداد لنقل من يسلم من طاقم النظام، وإلى نفس الوجهة، دمشق، لأن النظام لم يعد لديه من يقبلهم غير بلد عرف عنه الروح الدموية والقمع، والابتعاد إلى مسافة شاسعة الحد عن قضايا الأمن القومي، لم يسبق لحافظ الأسد الأب أن قام به !
الآن لنتناول العقوبات الدولية على إيران، ومدى فاعليتها على المدى المنظور والبعيد.
لعل أشد المتحمسين لحزمة العقوبات لا يرى أنها مجدية، ولم يدهش العالم حين سمع وصف أحمدي نجاد لها، لذلك ستكون بلا جدوى، بيدَ أن احمدي نجاد، الذي لا يعرف الدبلوماسية الهادئة، وقبل ذلك لا يعرف أين يضع مصلحة شعبه بالنسبة لطموحه بتشييد إمبراطورية نووية تمتد لتشمل جزءاً كبيراً من الشرق الأوسط، لا ينسى أبداً وقوف أمريكا إلى جانب صدام حسين في حرب الخليج الأولى، لكنه نسي على الفور سبب هذا الموقف، المتمثل باعتقال أعضاء السفارة الأمريكية في طهران، ونقلهم كمختطفين إلى جهة مجهولة، ظلت تتغير باستمرار، لأن الثورة في وقتها كانت بحاجة إلى خصم كبير تجذب به شعوب المنطقة العربية إلى جانبها، وأن دعواها بكون أمريكا بدى منها ما يؤكد الرغبة في إعاقة الثورة، أو ضربها عسكرياً، وكل هذه الدعاوى ثبت عدم دقتها!
هناك حقيقة أن العرب لا يميزون بوعي بين عدوهم وصديقهم، وكثيراً ما ارتموا في أحضان من يغني لهم الموال الذي سبق أن طربوا له، ولا يحبون سماع غيره!
لسنا بحاجة إلى إثبات الحقيقة المذكورة، لكي لا نغدو بمثل جهلهم، ويجب الإشارة هنا إلى أن الحكام العرب، باستثناء الطغاة منهم، هم في واقع الأمر أكثر ذكاءً ووعياً بالمعطيات المحيطة بهم من شعوبهم، التي تنشد المواويل المكررة والمملة!
لقد كتبنا منذ فترة طويلة، أن النظام الإيراني أكثر خطراً على العرب ومصالحهم من إسرائيل، ونوقش هذا القول في بعض الفضائيات العربية، ولم يتأكد العكس حتى في أكثرها تطرفاً!
يوجد كلام خطير للأميركي ديفيد أي سانغر يقول فيه: الخوف الحقيقي يكمن في أن تسلم إيران إلى حزب الله أو حماس صاروخاً يحمل رأساً نوويا، حينئذ ستحترق المنطقة لا محالة، لأن كل من الحزبين لا يقدر الأضرار الحقيقية التي ستلحق بالدول العربية القريبة، وسيطلق أي منهما الصاروخ وهو يهتف "الله أكبر" ثم ينزل القادة إلى الأنفاق المحفورة تحت منازلهم، في ذلك الوقت سترد إسرائيل، فيكون يوم قيامة على العرب تضيئه النيران!

ليست هناك تعليقات: