الجمعة، 28 مايو 2010

اوباما يعترف بأنه أحرق أصابعه في الشرق الأوسط


أخيراً اعترف اوباما بأنه "أحرق أصابعه في الشرق الأوسط" وفي الحقيقة أن النار صعدت إلى شعر رأسه، وسمح بطريقته المتهاونة في تشييد كتل من المشاكل بالمنطقة، سيغدو حلها صعباً على الأطراف المعنية بالصراع!
وهو الذي كثيراً ما يردد، بمناسبة وبدون مناسبة وكأنه غير مصدق "إنني كرئيس للولايات المتحدة..." لا يعرف قيمة هذا الكلام الخطير، الذي يقال لدى اتخاذ القرارات الكبيرة المتعلقة بالحرب والسلام، فجعل أمريكا قوة دولية بلا أنياب، يهزأ بها رؤساء دول صغيرة، وقادة ميليشيات تابعة لإيران، يتحدثون من موقع قوة، ويهددون العالم باستخدام بلدانهم كساحات معارك تلعب بالتوازنات وتحرق مصائر الشعوب!
ما الذي يعرفه أوباما عن مشكلة الشرق الاوسط، المعقدة بسبب عناد وتخلف مجتمعاتها، والمتعاملة بسذاجة مع الحقائق التاريخية، لكي يرمي بثقله الهش في خضمها، سوى أنه أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي، لأب مسلم من كينيا، لا يعرف أحد مدى عمق أو سطحية تدينه، وهو يدعو الأصوليين للتبشير بين مسلمي أمريكا ليشد أواصر المسلمين في العالم!!
لقد اعترف أوباما بحرق أصابعه في الشرق الأوسط، بعد أن شلّ يد دوله، وفرض رأيه الساذج على حكوماته التي كانت تطالب بمنع إيران من تدخلاتها الإقليمية في شؤونه، مما سمح لها بتعزيز تلك التدخلات بضخ الأسلحة في لبنان وغزة، وسمح بتحويل حزب الله وحماس إلى قوى موازية لإسرائيل، ومعرقلة للتسوية السلمية، ولاعبه أساسية فيها!!
ولعل سياسات اوباما كلها، وبينها على وجه الخصوص ما يتعلق بالشرق الأوسط، تقوم على السذاجة، لأنه يقيم القضايا بناءاً على أمنيات جائزة نوبل للسلام الذي منحت له قبل الأوان، وليس على ضوء عوامل تشعب الصراع، وتراكم الإحباط فيه، لأنه لا يعرف أن المجتمعات في الشرق الأوسط تنجر بسرعة، وبعمى، إلى شعارات الدين، حتى إذا كان مصدرها أخطر عدو للعرب(1)
وقد مد يده إلى حكومات تحول أية فرصة للمهادنة إلى مناسبة لالتقاط الأنفاس، تعزز بها قدراتها العسكرية لتظهر أكثر شراسة ضد خصومها في مرحلة أخرى، ومن بين هذه الحكومات إيران، وسوريا، وحكومة عمر البشير!
فإذا كان اوباما اعترف أخيراً بإحراق أصابعه في الشرق الأوسط، وأنه دخل في حقل ألغام، ما الذي خلفه هذا الحرق في منطقة الصراع نفسها:
أولاً، إطلاق أول صاروخ من غزة لتنظيم القاعدة.
ثانياً، يهدد حسن نصر الله بأن جميع السفن في الجانب الشرقي للبحر الأبيض أصبحت تحت مرمى صواريخ الحزب.

الأربعاء، 26 مايو 2010

السعوديات بحاجة إلى ثورة على هيئة الأمر بالمعروف


في نهاية الأسبوع الماضي، نشرت جريدة التايمز اللندنية لمراسلها في الشرق الأوسط عن تصدي النساء وبعض الشباب لعناصر من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويذكر المراسل حادثتين مثيرتين من المواجهات العنيفة بين نساء سعوديات وما يسمى بالشرطة الدينية المسؤولة عن مراقبة وقمع المظاهر التي تراها الجماعة تتنافى مع القيم والأعراف السائدة!
ويورد حادثة عن امرأة أوسعت الشرطي ضرباً لدى استجوابها في الشارع، وفي الثاني أطلقت امرأة النار على الجماعة!
هذه حوادث مهمة، وستكتسب أهمية بالغة إذا تحولت إلى تمرد عام، وثورة تقوم بها السعوديات ضد الهيئة التي تتدخل بصلافة، يحميها القانون، في حياة النساء أثناء تحركهن في الطريق العام، لأن المرأة السعودية ليست بهيمة حتى يسلط عليها هذا البلاء الأسود!
السعودية هي أمّ بالدرجة الأولى، ومتعلمة، حصلت على شهادات عالية، وقسم منهن تبوأن المناصب، فلماذا يخضعن لطغمة من السلفيين أطبق عليها الظلام، وباتت تعيش في دهاليز الماضي!
يذكر أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عملت بصورة فردية قبل نشوء المملكة، ثم تبناها الملوك السعوديون وجعلوا منها هيئة رسمية يحميها القانون، ولدى مرض الملك فهد وتردي صحته نشطت الهيئة وزادت من تدخلها في شؤون المرأة.
بوفاة فهد ومجيء عبد الله، حاول الأخير الحد من نفوذ الهيئة، بَيدَ أن خلافات عميقة داخل الأسرة، يقف على رأسها بعض المتنفذين، أدت إلى بقاء الهيئة وبقاء نفوذها على حاله، رغم أن حادث 11/سبتمبر جعل الرئيس بوش يطالب الدول الإسلامية بتغيير نمط حياتها المتخلف، وهو الموقف الذي يدعم موقف الملك عبد الله في النهاية.
ولعل القيم والأعراف التي تدعي الهيئة الحرص عليها تعود إلى القرن الثامن عشر، وهي القيم التي أبقت السعودية تثبت في مكان واحد، وينعكس ذلك على النساء بصورة أشد، بينما يتحايل الرجال بسهولة على قوانين الركود، ويمارسون كل أنواع الفساد التي ترغب بها نفوسهم، بمجرد الانتقال بالسيارة إلى البحرين، أو دبي، أو قطر، إضافة إلى أوكارهم الخاصة داخل السعودية، لذلك ترى أغلبهم يؤيد استمرار الهيئة في ونشاطها!
في اسطنبول، جرى حديث لطيف مع سيدة سعودية وابنتين مثقفتين لها، ثم تطرق الحديث إلى الهيئة، فأبدت الفتاتان تذمرهما الشديد من المضايقات التي تتعرضان لهما من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذ رغم ارتداء النساء للعباءة لا يمكنها السير في الطريق من دون محرم "ولي أمر" مطالب بإبراز وثيقة تؤكد ذلك لأي اثنين من الهيئة، وهم يطوفون بالمئات في الأسواق والطرق العامة، موظفين أو متطوعين، يتمتعون بسلطة مطلقة في التعامل مع النساء!
وفي مقابلة للـ CNN طرحت المذيعة على موظفة سعودية كبيرة في بنك السؤال التالي: أنت توقعين على مبالغ تصل الملايين، بل البلاين من الدولارات، بينما لا تستطيعين قيادة السيارة، كيف تفسرين هذا؟
كان الرد: أترك الجواب للملك عبد الله!
لا نعلم إن كان الملك عبد الله قد أجاب على السؤال، لكننا نعلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جعلت السعودية قابعة في الماضي، رغم الثروة الكبيرة، ورغم الأبراج الزجاجية العالية، ودخولها أخيراً إلى مصاف الدول النووية، ثم توظيف أكثر من 14 ألف من النساء في جهاز التعليم، سوف ينطلقن، كلهن، إلى وظائفهن وهن مرافقات بمحرم يحرسهن من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهل يناسب السعودية أن تظل أكبر دولة قامعة للنساء!

السبت، 22 مايو 2010

المسمار الأخير في نعش الإله!

عالَم الأحياء بدأ مرحلة جديدة، طفرة كبيرة متقدمة حيث نجح بإنتاج أول خليّة حيّة، وذلك عن طريق تطوير برمجة جينية في خلية جرثومية.
ويقول فريق الباحثين في معهد كريج فينتر بكاليفورنيا الأمريكية إن الميكروب الحيّ تصرف مثل أنواع الكائنات التي تسير بموجب الحمض النووي الاصطناعي!
ويعتبر هذا الإنجاز اختراقاً علمياً يشكل علامة فارقه في تاريخ علم دراسة الخلية وعلوم الأحياء، إنه مرحلة أولى في خلق الإنسان!
أصبح الآن بمقدورنا، والكلام للدكتور كريج فينتر المشرف على المجموعة، أخذ الكروموزوم الاصطناعي وزرعه داخل خلية مستقبلية، أي في كائن حيّ آخر، وقامت البكتريا الجديدة بالتوالد والتكاثر مليار مرة، منتجة بذلك نسخاً أخرى جرى احتواؤها والتحكم بها من قبل الحمض النووي الاصطناعي.
الهدف من هذا الاختراع الحصول على خلايا تساعد في الإقلاع عن استخدام النفط، وإصلاح الأذى الذي يلحق بالبيئة!
منتقدي التجربة، أو المحذرين من أخطارها، يقولون إن البكتريا الصناعية قد تكون خطرة! وتشرح الدكتورة هيلين ووليس ذلك كالتالي: بإطلاقك بكتريا جديدة في مناطق التلوث بغرض تنظيفها، فأنت في الواقع تطلق نوعاً جديدا من التلوث!
هنا يجب التأمل، ثم الابتسام، لأن الحياة بذاتها مغامرة كبرى، خلقت الأحياء، بما فيهم الإنسان، نتيجة صدفة بكتيرية، فما الذي يمنع القيام بمغامرة أخرى تسعى للخير من عبث الإنسان، أكبر ملوث وأشدهم خطراً على نفسه والعالم، لأن عوامل الخلق لم تجد إلى جانبها عوامل الضبط، فذهب البشر بعيداً في التدمير، حروباً وقسوة وجشعاً وتقدماً صناعياً غير محسوب من أجل الرفاه!
لكن الأهم، أن خلق الإنسان لم يعد لغزاً، لقد فكك العلم أسراره الأولية، ولم يعد غموضه يستخدم من قبل اللاهوت اليهودي، ومن بعده الإسلام، في اللعب على مجازات تحيل إلى عموميات تفسره على أكثر من وجه، وتخدع البشر بها!
قد نكون، بسبب تخلفنا، وتعلقنا بالأوهام السهلة، نحبو مائتين سنة خلف العقل الأوربي، الذي وضع حداً للتفكير في سفاسف اللاهوت، حين كدس دارون (1809-1882) آلاف الوثائق عن حقيقة أصل الأنواع، فوضع اليقين بدلاً من الخرافة، ثم جاء نيتشه (1844-1900) وقتل الإله، إلا أن جماعة كريج فينتر وضعت المسمار الأخير في نعش الإله!

الأربعاء، 19 مايو 2010

الظواهري، ورائحة الدم

يعتبر الظواهري شخصية عصابية، سريع التهيج، بينما يخطط بن لادن بهدوء ويقتل بدم بارد، لكن الأثنين يستحقان عقاباً واحداً، لأنهما تسببا بقتل آلاف الأبرياء. ويتذكر البعض صراخ الظواهري من وراء القضبان في مصر، وتوجيهه الشتائم للذين يحاكمونه، إلا أن بن لادن يكبت سمومه في الداخل، وهي سموم شخصية، تظهر على شكل ابتسامات وارتياح عندما تنجح عملياته التي لا تفرق بين مسلم ومسيحي، ويقال إنه الآن في إيران، حيث إلتم شمل العائلة، ثم انفرط لأن الأولاد والزوجات لا يطقن القيود التي فرضتها طهران عليهم.
وبن لادن يأخذ من الدين ما يناسب أهوائه، ولا يهتم بالباقي، فهو مزواج، يتشبه بالنبي في كثرة علاقاته بالنساء، ويتزوج صغيرات السنّ، وحين يملهنّ يتركهنّ ويختار واحدة جديدة.
وقد ظهر بن لادن في صور عديدة وضعت الكتب التراثية خلفه، لكنك لا تعثر على واحد منها ينتمي إلى العصر الذي يعيش فيه، لأنه مغرّب، وكان عليه أن يضع السيف، بدل الرشاش، على فخذيه، فتكتمل صورة الفصامي!
في نهاية الأسبوع الماضي ألقى القبض على أثنين من القيادات التي تعمل مع القاعدة، أحدهما جزائري، والثاني سعودي، انتقلا إلى العراق من سوريا، ووجد بحوزة السعودي مخطط القيام بعمليات إرهابية ضد جمهور ولاعبي كرة القدم الذين سيحضرون المباريات الدولية بجنوب أفريقيا، وقيل أن القاعدة كلفت السعودي بالتنسيق مع الظواهري لتنفيذه. ولعلها مهمة تليق بالظواهري لما عرف عنه من أعصاب فالتة، فقد أصبح في أراذل العمر ولم تتحقق له دولة الخلافة في عصر الصواريخ وحاملات الطائرات، بَيدَ أن اللافت في الأمر كون القاعدة غدت محاصرة في مناطق مضطربة مثل الصومال واليمن وشمال باكستان، مما يصعب عليها نقل الرسائل الشفاهية عن طريق الأفراد، والثاني أن زخم الدعم المالي قد شح عليها، كما ورد في البيان العراقي، فراحت تسطو وتقطع الطرق وتخطف الأطفال لتمويل عملياتها الكبيرة!
وبما أن أسم بن لادن غاب عن الأوامر، فإن الظواهري أسم كريه بالنسبة للسعوديين والخليج، حيث يأتي المال إلى القاعدة، ودون قيود شديدة!
ولن يعدم أبناء السعودية ودول الخليج سبباً لهذه الكراهية، إذ شنّ أكثر من هجوم على ملوك هذه الدول، ودعا للجهاد عليها، فخلق حساسيات كبيرة إزاء القاعدة، فرع الظواهري، لأنه سريع اللجوء إلى السباب والتهديد، وكأنه ما زال وراء القضبان!
لكن، لماذا يلجأ الظواهري إلى مهرجان رياضي دولي لتخريبه بسفك الدماء، وهو يعلم أن جريمة أخرى بحق الأبرياء من محبي كرة القدم ستجلب له نقمة عامة، وتحاصره في أضيق نقطة؟ الجواب: لأن الشخص العصابي، شأن الشخص التي تغلي دواخله بالسموم، مثل دراكولا في الأسطورة، يلعق السكين بلسانه، لعله يشم فيها أثراً للدماء!

الخميس، 13 مايو 2010

تعاريف عن التراث والتقاليد


التراث كلمة تأخذ بألباب العرب، وتهيمن على عقولهم، وهي في نظر البعض هائمة، مثل سحابة في الأذهان، يمكنك تردديها دون أن تشعر بالحاجة إلى الاطلاع عليها، مثل أن يقال: لنا تراثنا. يكفي أن تتشدق بها لتفحم الآخر.
التقاليد هي أيضاً لعنة العرب، لأنها حاضرة، ومترسخة في حياتهم، يكفي أن تصيح بغضب: هل تريد أن نتخلى عن تقاليدنا؟ حتى يسكت المقابل.
والتقليد هو نسخ لتصرف الأجداد والتشبه بهم، فيتلبس الحاضر شخصية القديم وتفشل في التميّز عنه، وتتكرر، مثل النسخة الأولى، على مدار الزمن، لن يخرج منك نسل جديد إلا في النادر!
التراث في الغرب أصبح هامشياً منذ أكثر من مائتين سنة، لم يتخصص فيه إلا قلة، وأغلبه اتخذ منهج المقارنة، أما في المجتمعات العربية فيدرسه الآلاف، وتعمق فيه آلاف آخرون، واشتقوا مما سبق الاشتقاق منه أصول إضافية، اُضيفت إلى ما سبقها، وأبقوا على روحها الأولى، فزادوها رتابة.
التراث بركة راكدة، انقطعت عن المياه فتراكمت فوقها الحشائش والطحالب وامتلأت مياهها بالديدان، وعفنت، بحيث يصعب التفريق بين أصولها. وقد أضاف العرب إلى تراثهم كم هائل من التفريعات، إذا قشرتها لم يبق منها غير بضعة كتب في التاريخ، هي المصدر الأساسي للمعرفة!
العرب أكثر أمّة كدست الكتابة عن تراثها، وما برحت تلمّع به، وعندما أنصف الدكتور طه حسن ثقافة وشعر الجاهلية، وقال إنهما أنضج مما ظهر بعد الإسلام، هبّ عليه كل العرب، كبّروا، ورددوا كيف يعدل مع الجاهلية التي سبّها القرآن؟
لا توجد جريدة عربية تخلوا من صفحة للتراث، فيها تكرار عقيم لما يسمى بالتراث، وكنت أعرف من يدعو نفسه فنانا يكتب في التراث، يقطع مقدمة الكتب وينشرها بنصها بعد أن يوقع عليها أسمه! إذ أمسى التراث للاعتياش!
الزعماء العرب، بدون استثناء، امتدحوا التراث وبجلوا التقاليد، وزادوا فأضفوا عليها صفة عريقة. بعضهم أعاد نشر التراث وأنفقوا ملايين الدولارات لتلبيسه بالأغلفة الثمينة، وزينوا به المكتبات، ولا أعرف زعيماً تحدث عن التراث والتقاليد كما فعل حسني مبارك، لأنه محاط بآفات تراثية، هم الإخوان المسلمون، الذي رجعوا بشعب مصر القهقرى، ألبسوه أزياء الإيرانيين والمتصوفة والدراويش!
مرة كنا في سهرة حميمة حضرها أحد العاملين في المجمع الثقافي لأبوظبي (تأسس 1981) بدأ يتحدث عن الكتب التراثية التي أعادوا نشرها، ويتباهى أنهم لم يتركوا واحداً إلا ونشروه بزي جديد، فقال أحد الحاضرين، وهو فنان تشكيلي: أريد أن أفهم، أين نحن من التراث الذي تهتمون به؟ كان يقصد، وقد أشكل علينا الفهم أول الأمر، أين نحن في هذا التراث؟
التراث العربي مقدس، بل هو حلية على صدور الأجيال، لا يمسه الزمن من بعيد أو من قريب. إنه مثل بقرة، يمكنك أن تقطع منها أي جزء، تتبله وتسكب عليه الصلصة من إنشائك، شرط ألا تنقده، فتصبح إضافتك مقدسة هي الأخرى، تضاف إلى ما سبقها من تزوير!
التقاليد أيضاً تظهر قوية، عارمة، في فترات المدّ الديني، وتتراجع بزواله، وهي في المجتمعات العربية مثل البكتريا، تكمن بانتظار عوامل جديدة لتنشط، بَيدَ أنها لا تموت، ولقد مرت شعوب كثيرة على تقاليدها، اختارت لحياتها تقاليد جديدة، مختلفة، تلائم العصر وتستجيب لضروراته، لكن تقاليد العرب تظل حيّة، والذين هاجروا من بلدانهم إلى الغرب ليعيشوا فيه، أفلت عدد كبير منهم من التراث والتقاليد وأنتجوا وابتكروا، وقسم ثاني، وهم قلة، حمل التراث والتقاليد معه، وكأنها متاع ثمين، عندئذ انتبهت عواصم ومدن الغرب أن شيئاً غريباً نزل بها، لا ينتمي إلى الشرق ولا للغرب، مثل طيور هيتشكوك السوداء، فبدأت تحاربه لتزيله من طرقها النظيفة!

الأحد، 9 مايو 2010

بقي 3600 مسيحي في غزة


حين تتخذ المشاكل طابع المعضلة، يجب اللجوء إلى التاريخ، كأنسب حلّ، نستلهم منه الحقائق الباتة، الرادعة والمسلم بها، ولن يقال إن مائة سنة، أو ألفين، كافية للتهرب من جوهر الأمور، أو التشبث بما هو خاطئ أو أعوج، لأن كل المسافة، مهما طالت، بين المنبع والمجرى العكر، لن تكون إلا من باب التسويف وحجة للتسويغ، بهذه الطريقة يمكن إعادة الحقائق التاريخية إلى وجهها الناصع.
وبهذا الخصوص يذكر أن أهل غزة الحاليين، جاءوا إليها بعد الغزو الإسلامي للأردن وفلسطين ولبنان وسوريا، قسم منهم ركض مع قوات المسلمين من أجل النهب والسلب الشائعين، والقسم الآخر زحفوا إليها كجماعات مهاجرة من سيناء وعرب شمال السعودية، فطردوا عدداً من البيزنطيين واستولوا على أراضيهم الخصبة، وأقاموا فيها، وبعد صدور ما عرف بوثيقة عمر بن الخطاب (العهدة العمرية) التي ترك بموجبها كنائسهم ومعابدهم وأملاكهم، هدأ نزوح المسيحيين من كل فلسطين، لكن العرب، وهم لا يقبلون بين ظهرانيهم من سكان المنطقة الأصليين، راحوا يضايقون البيزنطيين إلى أن أسلم قسماً كبيراً منهم، ثم تعربوا، ولم تبق غير أبنية الكنائس وقلة يعيشون في كنفها!
كان عدد المسيحيين المقيمين في غزة حوالي 8600 مسيحي معظمهم من الطائفة الأرثوذكسية(1)، لهم ثلاث كنائس منها واحدة في الشمال (كنيسة الله)
وهي تضم أربع مدارس تتبع الكنيسة الكاثوليكية، وتوجد فيها ثلاث جمعيات: جمعية اتحاد الكنائس المسيحية، جمعية الشبان المسيحية، وجمعية كاريتاس، إلا أن عدد المسيحيين هبط إلى حوالي 1300 مسيحي بعد 1967-1993.
عندما قال محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، إن وجود هؤلاء أقدم منا في المنطقة(2) كان يستنكر هجوم حماس على كنيسة الله في الشمال وحرق وضرب بعض المسيحيين، وكان زعماء حماس أرسلوا برجالهم أكثر من مرة للتحرش بالكنائس وما تبقى من مسيحيين ومدارسهم، أملاً في تهجيرهم ثم تسوية المدارس والكنائس بالأرض قبل أن يسمع أحد عنها!
لقد ذكّرنا عمل كريه كهذا بما أقدمت عليه حكومة طالبان بناء على نصيحة بن لادن، حين أقدمت على نسف تمثال بوذا القائم بعيداً في الجبال، وكان هناك قبل وصول جيوش المسلمين إلى المنطقة!
منذ استيلائها على السلطة بانقلاب، أصبحت حماس مشكلة للقضية الفلسطينية، المهزوزة بالأساس من وجهة نظر العالم الغربي، وحين كانت غزة تابعة للإدارة الفلسطينية كانت تغطي، بما تقدر عليه، مشاكلها الاقتصادية، الفلتان الأمني، المواجهات المسلحة بين الأفراد التي تؤدي إلى القتل، وفي أفضل الأحوال إلى السرقات. بيدَ أن سيطرة حماس على كل القطاع إثر الانتخابات ثم الانقلاب العسكري، أصبح ضبط الأمور في غزة معضلة حقيقية، وغدا سكانها غير قادرين على العيش بشكل منتظم!
لم تكن حماس تفهم من السياسة غير مجموعة من الآيات القرآنية تردّ بها على الصحفيين. تلقت الدعم العسكري من إسرائيل نكاية بعرفات، وكانت قد نشأت كذراع لجماعة الإخوان المصرية وتشربت من فكرها الأصولي، وهي لا تملك غير هذا الفكر المنغلق، وعندما حدثت الانتفاضة الأولى تمردت على إسرائيل، وشقت طريقها لوحدها، ثم بنصيحة من سوريا أمسك الإيرانيون بخناق زعماء حماس، وظل زعماؤها لا يشبعون من المال، وحين فرض الحصار على غزة فتحت أو أشرفت على فتح حوالي 3000 نفق بين رفح ومصر لتهريب البضائع التي لم تخطر على بال، بما في ذلك السيارات الجديدة أجهزة التبريد والمايكرويف والتلفزيونات، وتقبض حماس 300 دولار يومياً على كل نفق، ولم يشبع زعماء حماس، وفي الفترة الأخيرة تدهورت الأوضاع الاقتصادية فحرموا الموظفين التابعين لهم من المرتبات وأصبحوا يدفعونها بأقساط صغيرة، بينما الزعماء لا تمتلئ عيونهم من المال الذي يصلهم من إيران ومن التبرعات ويحرمونها على السكان.
ويشكوا السكان من شح المواد الغذائية في نشيد واحد، يصور للعالم أن الحصار يخنقهم، ورغم أن بعض والنفط والبنزين والأدوية تذهب إلى غزة من إسرائيل، فإن مدينة العريش المصرية تشحن البضائع بلا انقطاع نَفس، إلى أن أصاب غزة نوع من الإشباع، أو لم يعد أغلب الناس يملكون ما يشترونها بها. أما الفقراء فقد ظلوا يعيشون على الهامش، مهما خزّن القادة من "الذهب والفضة"
زعماء حماس، الذين لا تشبع عيونهم من المال ولا قلوبهم من السلطة، عزّ عليهم وجود 3600 مسيحي في القطاع، هم كل ما تبقى من مئات الآلاف من البيزنطيين أصحاب الأرض الأصليين، بحضارتهم وعمرانهم القديم، ممن يعيشون الآن منكمشين، خائفين، معرضين لغزوات حماس بابتزازهم أو جمع الضرائب منهم، وبالقتل، أو بحرق بيوتهم وكنائسهم، وهذا أمر لا يطاق، إنه سيف معلق فوق الرقاب!
يقال: بالنسبة للفوضى، ابحث عن بصمات إيران، إذ لم تعد طهران تكتفي من قادة حماس بخلع أربطة العنق، مسايرة للقادة الإيرانيين، إنما أصبح هدفها إحداث انقلاب على منظمة التحرير والسيطرة على الضفة، وبهذا تستكمل إقامة الهلال الشيعي، ولو بأيدي سنية في الطرف الأبعد منه، كقفزة أولى لخلق الفوضى العارمة في المنطقة، خاصة وأن الإمارات العربية، بعد تلقيها تهديدات بقطع الأصابع، وهذا تهديد يحب حسن نصر الله إطلاقه على خصومه، تعمل الآن على نقل ملف الجزر المحتلة إلى هيئة دولية تنظر فيه!

الاثنين، 3 مايو 2010

منظمة العفو الدولية وبيانها المخجل عن النقاب


حين يفشل المرء في تطوير نفسه، والتقدم بها إلى الأمام، ينكفئ في رجعة قوية إلى الوراء نتيجة إنفلاش نفسي يُفقد معه التوازن، ويخيل إليه أنه بذل الجهد اللازم، وهذا حال بعض العرب، ممن انغلقوا على ذواتهم، وأغلقوا على أبنائهم، وقالوا إن طريقنا يكمن في الأصول!
الأصول يعني الثبات على جزء من الماضي، الجزء العصي على التغيير، الذي يستدعي الكسل عند نقطة واحدة، ثم يحرمّون الخروج عليها.
في بداية القرن التاسع عشر بدأ العرب يتطورون، ببطء، ويقلدون الجوانب الهامشية من التحضر في الغرب، إلا أن الصحراء بيتت لهم طعنة في الظهر، تمثلت في الوهابية، ثم باكتشاف النفط مدت الوهابية ذراعها إلى مصر، فظهر الأخوان المسلمون، وبنوا فكرتهم عن الأصول على الوهابية، ومن يومها والاثنان يحرمان كل تقدم لا ينبع من الأصول، لكن، لو كانت الأصول تنطوي على تقدم، لما فرض الأخوان المسلمون على نسائهم ارتداء النقاب الذي لم يكن معروفاً في الإسلام!!
أليست هذه الفكرة من ابتكار عقل مظلم، غاطس في الجهل، حكّ الأصول بمبرد حاد، ليخرج منها بشيء جديد، فلم يبتكر غير النقاب ويجعله شعاراً سياسياً له!
لقد كتبت عن تاريخ الإخوان*، ورؤسائهم السبعة، ابتداء بحسن البنا وانتهاء بمحمد مهدي عاكف (الزعيم السابق) ولم يكن أيا منهم قد درس الشريعة الإسلامية، ولا اختص بالتاريخ الإسلامي، وهم يعتبرون من لا ينتمي إلى الإخوان من بقية المسلمين كافراً، يحلّ قتله، لذلك حين نرى بن لادن والظواهري، وكلاهما كان ينتمي للإخوان، يأمر بالتفجير في الأسواق والمساجد وداخل حافلات الركاب، إنما كان يقتل كفاراً على ضوء مبدأ الإخوان!
هذه المقدمة التي لا تتناسب مع حجم المدونة التي اعتادت التركيز، جاءت بمثابة تمهيد للرد على منظمة العفو الدولية، التي انحرفت عن أهدافها الرئيسية، وأصبحت تدافع عما تسميه حقوق الإرهابيين، ثم عن النقاب الذي ترتديه بعض النسوة في أوربا (30 امرأة في بلجيكا وحوالي الـ 2000 في فرنسا) حيث يقطعن الشوارع مثل الوطاويط، يخفين كل جزء من جسدهن بالسواد، وهدفهن الإعلان عن الإسلام بوجهه الإخواني – الوهابي، وكأنه الوجه الوحيد المتبقي في المجتمعات العربية!!
لقد كنا نأمل من السعودية (3 مليون نسمة حينذاك) وقد هبط عليها الثراء، أن تمد يدها لنهضة المجتمعات العربية، وتقدمها، إلا أن الصحراء الجافة التي أيبست فيها العروق، عملت على ترسيخ الجهل بين سكانها، وبثه، تحت طائلة زخم المال، في بقية الدول العربية، متوهمة أن الجدب ذاته يمكن أن يبعث نبياً ثانياً للعرب، ومن حلفاء آل سعود هذه المرة، متمثلاً في محمد بن عبد الوهاب!
ولعل منظمة العفو الدولية، التي كانت تهتم بتفاصيل حرية التعبير، وحقوق الإنسان، غدت معنية بحقوق الإرهابيين في محاكمات مدنية، وحرية الأديان في التعبير عن وجوهها الاستعراضية المتخلفة في دول أوربا! وهي لا تعلم، ولم تسمع حتى، بأن المرأة في مصر لم تكن تعرف النقاب إلا مع ظهور الإخوان المسلمين عام 1928، وكانت الفلاحات ونساء الفقراء في المدن والأرياف يربطن شعورهن بالمناديل، وإن المنطقة العربية عانت من أعمال الإرهاب الوحشية، بحيث أصبحت الأحزاب تلجأ الآن إلى التفجيرات لتأكيد وجودها السياسي!
لن نتطرق إلى الرواتب الضخمة التي يتقاضاها موظفو العفو الدولية على المهمة التي يقومون بها، لكن إذا لم تسارع أوربا إلى سن القوانين البرلمانية الأخيرة، لاستفحلت ظاهرة النقاب وامتلأت شوارعها بالنساء المنقبات، التي يشكلن مظهراً شاذاً في العواصم والمدن.
تقول منظمة العفو الدولية، على لسان خبير شؤون التمييز في أوربا السيد جون دالهوسن إن "حظر ارتداء الملابس التي تغطي الوجه حظراً تاماً ينتهك حقوق التعبير والمعتقد للنساء اللواتي يرتدين الحجاب والبرقع بوصف تعبيراً عن هويتهن ومعتقداتهن" ونحن نتساءل أهي ردّة في أوربا تتبناها المنظمة للسخرية من تحرر المرأة! وكيف تحصي فرنسا، مثلاً، ألفين امرأة يحملن وجها واحداً ملطوش بالسواد؟ أتسجلهن الحكومة كامرأة واحدة، أم تخصص الـ DNA لتحديد هوية هؤلاء النسوة دون أن تكشف عن وجوههن؟
وهل النقاب مانفستو سياسي تعبر به المنقبات عن هويتهن ومعتقداتهن؟
لقد عبرت بعض شعوب أوربا عن رأيها بحرية في النقاب، وجاء لصالح تقدم المجتمعات العربية، وعلى السيد جون دالهوسن أن يقرأ أصول الديمقراطية قبل أن يقول رأيه الغريب!
إن نقاب المرأة، في أكثر صوره إضحاكاً، هو إمحاء لهذا المخلوق منذ سن العاشرة إلى يوم الوفاة، وكبت لحقوقها الأخرى يستمتع بها الرجل المتخلف وحده، ويعتبر الزوجة مجرد مهبل للمضاجعة وبطن للولادة!
______________
http://arifalwan.com/study01.htm*

السبت، 1 مايو 2010

الكذب ملح رؤساء الحكومات البريطانية


عندما تكذب، ستجد نفسك مضطراً إلى الكذب مرة أخرى لتغطي على الأولى، وهكذا، تكرّ الأكاذيب لتغطي بعضها، حتى الغرق!
حزب العمال البريطاني الذي جاء، ضمن ما جاء من أجله، لرفع مستوى الفقراء بعد أن خلقت تاتشر طبقة متوسطة ثرية، قام وأتى إلى السلطة على كذبة قوامها الوقوف إلى جانب العمال، ثم بدأ ينهك الناس بالضرائب، وينفذ سياسة تاتشر!
وقفت يوماً في محطة بنزين لأنفخ دولاب سيارتي، فرفضت الماكنة العشرين بنس المعتادة، وحين سألت عن السبب قال صاحب المحطة: آسف، يجب وضع خمسين بنس لتشتغل الماكنة!!
قال أحد المواطنين ساخراً: يوما ما سندفع الضرائب على الهواء الذي نتنفسه!
لقد بدأ البريطانيون يدفعونه على نفخ دواليبهم، كبداية!
اقتصاد الدول هو مجرد أرقام تتصاعد، ثم تفلت الأمور من نصابها، ويُعلن الانهيار، ثم الركود، ويمثل بعض الأشخاص، من رؤساء شركات المال أمام المحاكم، ويكاد السر يغيب عن أصحاب الدخل المحدود، ممن يتوجهون إلى السوق في نهاية الأسبوع ومعهم ثلاثين جنيهاً ليملئوا عربة المشتريات، فيجدون أنفسهم بعد أسبوعين مطالبين بسبعين!
لكن أصحاب الماركت الذين يربحون بليونين باوند في السنة، يجدون الأمر لا يصدق حين ينخفض هذا الربح إلى بليون وتسعمائة مليون، فيرفعوا الأسعار لكي يعود الربح إلى سابق عهده، مع زيادة تشجيعية تقدر بخمسمائة مليون باوند، فيصبح الربح السنوي بليونين وخمسمائة مليون في السنة، بعد دفع الضرائب!
أصحاب الماركت يربحون باضطراد، والخسارة الطارئة تأتي نتيجة زيادة رواتب المدراء، حيث يقدر راتب احد المدراء في (......) بـ 4 مليون باوند! أن مهمته وضع أرباح تصاعدية على كل بضاعة في كل أسبوع، ويغدو سعر (لوف سودا) من 95 بنس، إلى 110 بنس، ثم إلى 120 بنس في أقل من سنة!
لكن لماذا تسمح الدولة بهذا الارتفاع، حيث ما زال المزارع والفلاح يبيعان بأسعار العام السابق؟ السبب هو في جني الضرائب، والدولة سادرة في تضخيم الميزانيات الحكومية، ولا تلتفت إلى صراخ المواطن الذي لا ترتفع مرتباته!
إنها حلقة جهنمية من الأرباح المتصاعدة، طرفها الأول الفلاح والمزارع، والثاني المواطن الملتاع بالأسعار، وبينهما تكبر طبقة المدراء الأثرياء! وضرائب الدولة تقفز كل شهرين. إنها تقف على نابض نشيط، أصبح يُحرك بأزرار آلية.
لقد ذهبنا بعيداً وراء الأرقام، ولن نصل إلى نتيجة، لأننا في خضم السوق الرأسمالية. والآن، ماذا بشأن الكذب، التصاعدي؟ فهو يسير جنباً إلى جنب مع تصاعد الضرائب، إذ كشفت "التايمز" اللندنية في بداية هذا الأسبوع أن شركة شل البريطانية-الهولندية كتبت رسالة إلى توني بلير إبان حكمه، وطلبت منه إيصالها إلى ليبيا لعقد صفقات معها.
تقول الجريدة "في حين أنه من الشائع عن وزراء الحكومة الترويج للمصالح البريطانية في الخارج! إلا أن شل تكشف بشكل غير عادي، عن قدرتها على إملاء نص محادثة بلير مع الزعيم الليبي"
والرسالة ترمي إلى تحسين علاقات بريطانيا مع ليبيا، مقابل الإفراج لاحقاً عن عبد الباسط المقرحي المتهم بعد إدانته بعملية لوكربي. وتطلب الرسالة بوضوح أن تجعل بلير يهنئ الزعيم الليبي بمناسبة عيد الثورة، ثم يقترح عليه أن يبرم مع الشركة صفقة قيمتها 900 مليون دولار لاستكشاف حقول النفط البحرية في ليبيا، وفي المقابل يتعهد له بإطلاق المقرحي بحجة إصابته بالسرطان!
لقد أبرمت الصفقة، مع امتيازات أخرى لبريطانيا، ولفقت وزارة الصحة أن المقرحي في لحظاته الأخيرة (شهرين) على أبعد حد، بينما أهالي الضحايا غير عارفين السبب الحقيقي وراء إطلاق سراحه في 20 اوغست 2009، وهو ما زال حياً حتى هذه اللحظة! فكم قبض توني بلير من شركة شل؟ وكم هي الوظائف "السرية" التي يقبض عنها كمستشار شرفي لهذه الشركة أو غيرها ممن قدم لهن خدمات مشابهة!
يقال إن ثروة بلير "العلنية" تبلغ أربعة ملايين باوند جمعها خلال توليه الحكومة (8 سنوات) وحزب العمال الذي يحكم بريطانيا منذ 13 عاما، أوجد ما يعتبر حق رئيس الحكومة في جمع ما يقدر عليه من مال إلى أن تنتهي ولايته، أو يزيحه منافس، بينما كان رؤساء الحكومات السابقين يشعرون بالخجل إذا عثرت مديرية الضرائب على خمسين باوند قبضوها بصورة غير شرعية!