الخميس، 18 مارس 2010

اصغوا الى عباس، ولا تستمعوا لغضب هنية الموعز به!

انطفأت، ولعلها تموت وتنتهي، الاتنفاضة التي دعا إليها هنية وسماها يوم "الغضب"، وهو غضب موعز به من إيران، ورئيسها الكئيب، أحمدي نجاد، حيث ظهرت المحنة على وجهه طوال أيام زيارته لدمشق.
لم تعد هناك انتفاضات دينية، توقع الضحايا وتدفع العرب الى أحضان الإرهاب. الوقت الآن للسياسة.
الإرهاب يحتاج الى الكذب: اكذب اكذب حتى يصدقك الساذجون. هذا مبدأ كريه، وبعد ستين سنة لم يجن العرب من الكذب غير الهباب على الوجه، وضياع الحقوق، وفقط تسمين العاطلين، من الشحاذين الذين يضعون الحجارة بأيدي الأطفال، أو يرسلونهم لتفجير أنفسهم بالأبرياء!
كنيس "الخراب" اعيد بناؤه على بعد بين 300-400 متر من الأقصى، واستغرق التخطيط له والعمل فيه عشر سنوات، وكان يرتفع يومياً أمام الأنظار، فلماذا "يغضب" هنية الآن بالذات؟
لماذا انتبه هنية، بعد زيارة أحمدي نجاد الى شيء اسمه كنيس الخراب؟
لقد سوي هذا الكنيس اليهودي بالأرض على يد الدولة العثمانية في أواخر القرن الثامن عشر باسم الإسلام، ودمر مرة ثانية وسحق بالأرض على يد غلاة المسلمين عام 1948، فأين التسامح الديني في الإسلام؟ أين تعدد الثقافات الذي تتبجحون به ليل نهار، إذا كان إعادة بناء يثير حفيظتكم الدينية حقاً؟
أنتم وإياهم، اليهود المتدينون، ترقصون على نفس الدفّ، وتهتزون للتراتيل ذاتها، فلماذا لا تقوم أعراسكم السماوية جنباً الى جنب، وفي أماكن قريبة من بعضها، حتى يستطيع الإله سماع الصلاة مرة بالعبري ومرة بالعربي؟
حكومة نتينياهو اليمينية تتعرض لضغوط دولية متنوعة، إذا تراجع عن قراراته كسبتم، وإذا أصر سيأتي العمل أو الليكود، مزودين بنية صادقة للتفاوض، فتنحوا لدور الأذكياء كي يلعبوا ورقتهم!
يقول المتحدث باسم الأجهزة الأمنية اللواء عدنان الضميري: "حماس وإسرائيل يريدون إعادة المنطقة الى العنف والفلتان الأمني"
إيران تريدة قشة تعصف في فنجان، لتبعد الأنظار، ولو قليلاً، عن أزمتها الطاحنة، فماذا تجنون أنتم إذا كسبت طهران، مؤقتاً، راحة البال، غير جر قضيتكم الى شرنقة الإرهاب من جديد، ثم الوقوف باسمين، بدون أربطة عنق على طريقة الإسلاميين الإيرانيين، الى جانب أحمدي نجاد، المغضوب عليه من قبل شعبه؟

ليست هناك تعليقات: